العلاج الإشعاعي كخيار لعلاج أورام الدماغ من أكثر الخيارات التي تلجأ إليها المؤسسات الطبية حول العالم، ويعتبر من الأساليب المتطورة التي حققت نجاحًا كبيرًا في استهداف الأورام بأنواعها، سواء كانت حميدة أو خبيثة.
في هذا الموضوع نقدم لك ملخص هام لكل ما ترغب بمعرفته حول العلاج الإشعاعي لأورام الدماغ. هناك نوعان رئيسيان من العلاج الإشعاعي يقدمان لمرضى أورام الدماغ:
حيث يتلقى المريض جرعات صغيرة من الإشعاع على مدار عدة أسابيع، تستهدف هذه الجرعات الورم بصورة دقيقة؛ ما يضمن تقليل التأثيرات على الأنسجة السليمة المحيطة.
تُعرف أيضًا باسم "سكين جاما"، وهي ليست سكينًا فعليًا، بل هي مجموعة من حزم الإشعاع تركز بدقة على الورم في جلسة واحدة أو عدة جلسات (بين 1 إلى 5 جلسات). ويُعد هذا النوع مناسبًا لبعض أنواع الأورام التي تتطلب جرعات عالية من الإشعاع دفعة واحدة.
وفقًا للدكتورة جينيفر بيترسون من مايو كلينك، يتسم العلاج الإشعاعي بالقدرة على التطور المستمر من خلال تقنيات جديدة تساعد الأطباء على استهداف الأورام بأعلى درجات الدقة؛ ما يقلل من الضرر على الأنسجة المحيطة. إليك بعض العوامل التي تجعل هذا العلاج خيارًا آمنًا وفعّالًا:
يعتمد الأطباء على تقنيات تصوير متقدمة لتوجيه حزم الإشعاع بدقة كبيرة تصل إلى مستوى الملليمترات؛ ما يساعد في تقليل تعرض الأنسجة السليمة للإشعاع.
وهذا التطور التكنولوجي ساعد في تطوير ما يعرف بـ"العلاج الإشعاعي التجسيمي"، حيث يتم تقديم جرعات عالية خلال فترة قصيرة تصل إلى خمسة أيام؛ ما يرفع من فعالية العلاج.
تشمل الخيارات المتاحة أجهزة مثل المسرّع الخطي، الذي يوجّه حزمًا من الأشعة عالية الطاقة على الورم مباشرة، وأشعة البروتون التي تعتمد على جزيئات موجبة الشحنة لاستهداف الورم بشكل محدد؛ ما يحدّ من انتشار الإشعاع إلى الأنسجة المجاورة.
رغم القلق الشائع حول خطر الإصابة بسرطان آخر نتيجة التعرض للإشعاع، توضح الدراسات الحديثة أن هذا الخطر منخفض جدًا بفضل التطورات التكنولوجية. كما ذكرت الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن احتمالية ظهور ورم سرطاني ثانوي بسبب الإشعاع هي احتمالية نادرة الحدوث، وتظهر عادة بعد مرور سنوات طويلة على العلاج.
هناك بعض الأفكار المغلوطة لدى المرضى حول تأثيرات العلاج الإشعاعي، ومن أبرز هذه المفاهيم:
العلاج الإشعاعي الخارجي، على غرار الأشعة السينية، لا يترك أثرًا إشعاعيًا على المريض بعد انتهاء الجلسة؛ ما يعني أن المحيطين بالمريض في أمان تام من أي تعرض غير مباشر للإشعاع. لذلك، لا ينبغي القلق من احتمالية تعريض العائلة أو الآخرين للإشعاع بعد جلسات العلاج.
على الرغم من أن العلاج الإشعاعي قد يتسبب في بعض الأعراض الجانبية، مثل الإرهاق وفقدان الشعر في مناطق محددة، إلا أن أغلب المرضى يتمكنون من متابعة أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي؛ ما يعزز قدرتهم على التعامل مع هذه الأعراض الجانبية المؤقتة.
العلاج الإشعاعي ليس حلًا واحدًا يناسب جميع الحالات، بل يتم تخصيصه بما يتلاءم مع حالة كل مريض. تُصمم خطط العلاج وفقًا لحجم الورم، موضعه في الدماغ، وطبيعة أنسجته، لضمان تحقيق أفضل النتائج العلاجية وتقليل الآثار الجانبية. هذا التخصيص يعني أن خيارات العلاج تتنوع بحسب احتياجات المريض وحالة الورم، كما يمكن استخدام العلاج الإشعاعي بمفرده أو كعلاج مكمّل بعد إجراء جراحة لاستئصال الورم، وذلك بهدف القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.
تواصل الأبحاث العلمية في هذا المجال استكشاف طرق جديدة لتحسين فاعلية العلاج الإشعاعي وسلامته. ومع تطور تقنيات التصوير وأجهزة الإشعاع، يتوقع الخبراء أن يصبح العلاج الإشعاعي أقل تأثيرًا على الأنسجة السليمة؛ ما يقلل من الآثار الجانبية ويجعل العلاج أكثر راحة وأمانًا للمرضى.
ختامًا، يُعد العلاج الإشعاعي واحدًا من أهم خيارات علاج أورام الدماغ، سواء كانت حميدة أو خبيثة. ومع تطور التكنولوجيا وأساليب العلاج، يصبح هذا الخيار أكثر أمانًا وأكثر قدرة على تحسين جودة حياة المرضى.