على مدار العامين الماضيين، رُحِّب بحقنة أوزمبك على أنها معجزة إنقاص الوزن، ولكن يبدو أنها في طريقها لتكون أكثر شمولية فيما يتعلق بمكافحة العديد من الأمراض، إذ أظهرت دراسةٌ حديثة أن هذه الحقنة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وتفيد صحة القلب والأوعية الدموية لملايين البالغين.
ووجد الباحثون المشرفون على الدراسة، أن المشاركين الذين تناولوا عقار "سيماجلوتايد"، المكون الرئيس للحقنة، كان لديهم خطر أقل بنسبة 20% للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وإلى جانب ذلك، وجدت الدراسة، أن "سيماجلوتيد" قدم العديد من الفوائد للقلب والأوعية الدموية، وساعد على تحسين صحة المشاركين في الدراسة، بغض النظر عن وزنهم الأولي أو مقدار الوزن الذي فقدوه.
كما أشارت الدراسة، إلى أن أولئك الذين يعانون السمنة الخفيفة، أو الذين فقدوا القليل من الوزن، كانت لديهم نتائج أفضل فيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية.
وقال البروفيسور جون دينفيلد، مدير المعهد الوطني لأبحاث نتائج القلب والأوعية الدموية والمؤلف الرئيس للدراسة، إن النتائج أظهرت أن الدواء يجب أن يوصف بشكل روتيني لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، وإن ملايين الأشخاص يمكنهم تناول الدواء في السنوات القليلة المقبلة.
ووصف دينفيلد، هذا الدواء بأنه "يغير قواعد اللعبة"، مشيرًا إلى وجود آليات بديلة محتملة لتحسين نتائج القلب والأوعية الدموية باستخدام سيماجلوتيد بما يتجاوز قدرته على فقدان الوزن.
كما اعتبر دينفليد أن ما جرى اكتشافه يُعد التطور الأكثر أهمية في أمراض القلب منذ التسعينيات، قائلاً إنه "يثبت بشكل قاطع أن سيماجلوتيد ليس مجرد دواء للسمنة؛ لأنه يستهدف البيولوجيا الأساسية للأمراض المزمنة".
وإضافةً إلى ذلك، تشير النتائج إلى إمكانية استخدام العقار لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، من السرطان إلى أمراض الكلى.
ووفقًا للمختصين، فإن خصائص سيماجلوتيد المحتملة المضادة للالتهابات يمكن أن تدعم أيضًا صحة القلب، إذ إن الالتهاب المزمن هو أحد عوامل الخطر المعروفة لتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.