كشفت جمعية السرطان الأمريكية أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ترتفع بسـرعة بـين الأشخاص في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر، حتى مع انخفاض معدل الإصابة لدى الأشخاص فوق 65 عامًا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن الدكتور مايكل سيتشيني، المدير المشارك لبرنامج القولون والمستقيم في مركز سرطانات الجهاز الهضمي وطبيب الأورام في مركز ييل للسرطان، "للأسف، المشكلة تصـبح أكبر كل عام".
وأضاف سيتشيني أن حالات سرطان القولون والمستقيم المبكرة تزايدت نحو 2% سنوياً منذ منتصف التسعينات. وقد أدت هذه الزيادة إلى رفع مستوى سرطان القولون والمستقيم ليصبح السبب الرئيسي لوفيات السرطان لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، والسبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان لدى النساء تحت سن 50 عامًا في الولايات المتحدة.
وحسب الصحيفة الأمريكية، يلاحظ الخبراء ارتفاعًا في حالات سرطان القولون والمستقيم المبكرة في جميع أنحاء العالم، وهو ما يتسابقون للبحث في أسبابه.
ما سبب ارتفاع حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكرة؟
تقول كايتلين ميرفي، الأستاذة المساعدة وباحثة السرطان في جامعة يو تي هيلث هيوستن، إن "سـرطانات القولون والمستقيم لدى الشباب تميل إلى أن تكون أكثر عدوانية، وغالبًا ما يتم اكتشافها في مرحلة أكثر تقدمًا".
وتضيف أن معظم الأشخاص المصابين بسرطان القولون والمستقيم في المراحل المبكرة هم أصغر من أن يوصى بإجراء فحوصات السرطان الروتينية لهم، ما ساعد على تقليل المعدلات لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا.
تشير الدكتورة ميرفي إلى أن فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية خفّضت، قبل نحو 3 سنوات، العـمر الموصى به لبدء فحص سرطان القولون والمستقيم بمقدار خمس سنوات فقط – من 50 إلى 45.
وتوقعت جمعية السـرطان الأمريكـية، العام الماضي، إجـراء ما يقرب من 153 ألف تشخيص جديد في البلاد، منها 19550 لأشخاص تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
أظهرت دراسة نشرت في مجلة المعهد الوطني الأمريكي للسرطان أن جيل الألفية المولود بعد عام 1990 يواجه ضعف معدل خطر الإصابة بسرطان القولون، مقارنةً بالأشخاص المولودين في فترة الخمسينات، أما خطر إصابته بسرطان المستقيم فهي أعلى بنحو 4 أضعاف مقارنةً بالفئات العمرية الأكبر سناً.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؟
ربطت بعض الأبحاث، بحسب "نيويورك تايمز"، نمط الحياة والتغيرات الغذائية بزيادة معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب وكبار السن.
وتوضح الصحيفة الأمريكية: "الأجيال الجديدة تستهلك المزيد من اللحوم الحمراء والأطعمة المُصنّعة والمشروبات السكرية، والكحوليات؛ وفي الفترة بين عامي 1992 و1998، زاد التدخين قبل أن يتراجع مرة أخرى، في حين انخفض النشاط البدني بشكل مستمر لعقود من الزمن.
كذلك، ألمحت بعض الدراسات إلى فكرة أن الأشخاص الذين يصابون بسرطان القولون والمستقيم في سـن مـبكرة لديهم خلل في البكتيريا "الجيدة" و"الضارة" في أمعائهم. ويعتقد خبراء أن التعرض للمواد الكيميائية السامة في البيئة قد يكون السبب أيضًا بارتفاع حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب.