يؤثر عمى الألوان على الحياة اليومية بطرق متعددة، حيث يواجه الأشخاص المصابون به تحديات في القيام بمهام بسيطة، مثل تنسيق الملابس أو قراءة الرسوم البيانية.
ورغم أن المصطلح "عمى الألوان" قد يوحي بأن المصابين يرون العالم باللونين الأبيض والأسود، إلا أن الحقيقة هي أنهم يجدون صعوبة في التمييز بين بعض الألوان ودرجاتها.
توضح الدكتورة نيدي شيتي، استشارية طب العيون في مستشفى بمومباي، في مقابلة مع دورية OnlyMyHealth، إن عمى الألوان أو ضعف رؤية الألوان هو اضطراب يعيق قدرة الشخص على تمييز بعض الألوان بدقة. غالباً ما تكون هذه الحالة وراثية، وترتبط بالطفرات الجينية في الكروموسوم X.
أنواع عمى الألوان ليست حالة واحدة، بل تشمل مجموعة متنوعة من الأنواع، حيث يؤثر كل نوع على إدراك ألوان معينة بشكل مختلف.
هو الشكل الأكثر شيوعًا لعمى الألوان، ويؤثر بشكل رئيسي على الذكور؛ نظرًا لارتباطه بالكروموسوم X.
توضح الدكتورة نيدي أن الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة يجدون صعوبة في التمييز بين ألوان مثل الأحمر والأخضر والبني والبرتقالي، مما يجعلها تتداخل في نظرهم.
في المقابل، يتمكن هؤلاء الأفراد من رؤية الأزرق والأصفر بوضوح أكبر، وتكون هذه الحالة أكثر شيوعًا بين الذكور مقارنة بالإناث.
ضعف رؤية الألوان الأزرق-الأصفر، المعروف أيضًا باسم عيوب تريتان، هو شكل أقل شيوعًا من عمى الألوان مقارنةً بالأحمر-الأخضر.
الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة يجدون صعوبة في التمييز بين الأزرق والأخضر، وقد يخلطون بين الأزرق الداكن والأسود، أو يخطئون في اعتبار الأزرق أرجوانيًا. تشير الدكتورة نيدي إلى أن هذا النوع من ضعف رؤية الألوان قد يؤدي إلى صعوبات في تمييز بعض الألوان؛ مما يسبب ارتباكًا عند تفسير الظلال الداكنة.
يتم اكتشاف عمى الألوان عادةً من خلال فحص شامل للعين، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصةً عند الأطفال، حيث يمكن أن يؤثر في تعليمهم وتطورهم.
تؤكد الدكتورة نيدي على أهمية إجراء الفحوصات المبكرة للعين؛ لأنها تساعد على الكشف عن عيوب رؤية الألوان وغيرها من الحالات الوراثية. تتيح هذه الفحوصات تشخيص المشكلات البصرية في وقت مبكر، مما يسهل اتخاذ التدابير اللازمة والتدخلات المناسبة في الوقت المناسب.
تعتبر اختبارات عيوب رؤية الألوان، وسيلة دقيقة لتحديد مدى قدرة الشخص على تمييز الألوان وكشف أي اختلالات في الرؤية اللونية.
يُعتبر هذا الاختبار الطريقة الأكثر شيوعًا لاكتشاف عمى الألوان. يعتمد على ألواح تحتوي على نقاط ملونة مرتبة في أنماط معينة. يمكن للأشخاص ذوي الرؤية الطبيعية تمييز هذه الأنماط بسهولة، بينما يجد أولئك الذين يعانون عمى الألوان صعوبة في ذلك.
يُستخدم هذا الاختبار لقياس كيفية إدراك الأفراد للألوان. يتطلب من المستخدم مطابقة أضواء بألوان مختلفة، مما يساعد على تحديد نوع ضعف رؤية الألوان ومدى تأثيره في القدرة على تمييز الألوان.
تعتمد إمكانية علاج عمى الألوان بشكل كبير على السبب وراء الإصابة به. عمى الألوان الوراثي، الناتج عن عوامل جينية، يُعتبر حالة دائمة، ولا يوجد علاج مباشر لها حتى الآن.
ومع ذلك، تشير الدكتورة نيدي إلى أن الحالات المكتسبة لعمى الألوان، التي قد تنتج عن أمراض أو إصابات في العين، يمكن أن تستجيب للعلاج، وقد تتحسن الرؤية فيها جزئيًا.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون عمى الألوان الوراثي، فهناك أدوات مساعدة متاحة مثل النظارات والعدسات اللاصقة المخصصة، التي تساعدهم على تمييز الألوان بشكل أفضل. على الرغم من أن هذه الأدوات لا تعالج المشكلة بشكل جذري، إلا أنها تسهل الحياة اليومية، وتقلل من الصعوبات التي يواجهها المصابون.