في حال إصابتك بصداع ناتج عن مشكلة الجيوب الأنفية، فمؤكد أنك ستتعرفين عليه فورا لأنك ستشعرين به على وجهك، بدءا من الأنف وصولا للجبهة، وقد يأتي مصحوبا بحمى، انسداد بالأنف أو نزول مخاط سميك من الأنف.
وقد يشعر بعضهم وكأن صداع الجيوب الأنفية ناتج أيضا عن الحساسية أو الصداع النصفي. ومع هذا، فإنه وبينما قد تكون الحساسية هي المسؤولة عن الاحتقان، الذي يتسبب بدوره في الشعور بألم في منطقة الجيوب الأنفية، فإنه لا يكون مسؤولا بشكل مباشر عن صداع الجيوب الأنفية.
وبالمثل قد يتسبب الصداع النصفي في الشعور بألم بالجيوب الأنفية، لكن صداع الجيوب الأنفية الحقيقي يكون نتاج الإصابة بعدوى. وطبقا لما ذكره باحثون لموقع "ميديكال نيوز توداي"، فإن صداع الجيوب الأنفية يحدث حين يلتهب الغشاء الذي يبطن الجيوب الأنفية؛ ما يؤدي لحدوث ضغط وعدم راحة.
وقد يحدث الصداع أيضا حين تؤدي العدوى لتراكم السوائل بالجيوب الأنفية. وتنتج العدوى نفسها عن تواجد المخاط بكميات زائدة في الجيوب الأنفية. وسواء كانت تلك العدوى ناتجة عن برد، حساسية أو حتى انحراف الحاجز الأنفي، فإن كثرة المخاط بالجيوب الأنفية قد تؤدي لتكوين الجراثيم ثم العدوى.
بمعالجتك تلك المشكلة في المنزل، يمكن لعدوى الجيوب الأنفية أن تستمر ما بين 7 ـ 10 أيام. ولحسن الحظ أن بمقدورك السيطرة على ضغط الجيوب الأنفية بعدة طرق، من ضمنها غسل الممرات الأنفية باستخدام أي من البخاخات المخصصة لهذا الغرض وتباع في الصيدليات دون وصفة من الطبيب. لكن يجب الحذر من أن الإفراط في استخدام تلك البخاخات من الممكن أن يؤدي لما يعرف بـ "احتقان الأنف الارتدادي"، الذي قد يؤدي لتفاقم المشكلة بصورة أكبر.
وهناك أيضا طريقة أخرى تعرف بـ "التحفيز الكهربي" التي يمكن أن تساعد في التخلص من الاحتقان. ويمكن تمرير الجهاز الذي يقدم تلك الخدمة على الجبهة، الأنف والخدين للمساعدة في تخفيف بعض الأعراض.
بعيدا عن الأدوية والعلاجات المنزلية، شدد خبراء لموقع "هيلث لاين" على ضرورة عدم إغفال أهمية النوم الجيد ليلا. فعند النوم، تُفرَز الهرمونات التي تساعد على نمو الأنسجة الصحية. وبالاضافة لذلك، يمنح النوم الفرصة للجسم كي يُفرِز خلايا الدم البيضاء التي يمكنها مقاومة وطرد البكتيريا والالتهابات. ولهذا يمكن النوم في وضعية مرتفعة، مع إبقاء الرأس فوق مستوى القلب لمنع تراكم أي شيء في الجيوب الأنفية وتخفيف الضغط عن المنطقة.
ولضمان الشعور براحة على المدى البعيد، يقول الباحثون إنه من الأفضل تحديد السبب الفعلي للصداع، فربما ما تعتقدين أنه صداع ناتج عن الجيوب الأنفية قد يكون في واقع الأمر صداعا نصفيا.
لكن في حالة معاناتك من الصداع المزمن، وبخاصة الصداع النصفي، فيجب الانتباه بشكل أكبر وتجنب بعض المحفزات، التي من ضمنها الكافيين والتوتر، والأهم من ذلك هو استشارة الطبيب؛ لأن الاهتمام بالتعرف على السبب الرئيسي للصداع هو أول خطوة نحو السيطرة عليه.