مع تزايد مشغوليات ومهام المرأة في منزلها، عملها أو غير ذلك، فإنها تفقد في بعض الأحيان قدرتها على التركيز، ويصير ذهنها معبأ بالكثير من التفاصيل التي يعجز عن التعامل معها.
وأمام ذلك، برزت رياضة التأمل باعتبارها أحد الحلول التي تساعد على الاسترخاء وتحد من التوتر. وبالاضافة لذلك، فإن هناك بعض الأدلة العلمية التي تثبت أن التأمل يمكنه تحسين الصحة بمساعدته على التحكم في القلق والألم، وزيادة مدى الانتباه، وتحسين السيطرة على الانفعالات، وخفض ضغط الدم، طبقا لما ذكره موقع هيلث لاين بهذا الصدد.
والجديد الذي تم الكشف عنه الآن هو أن التأمل قد يكون بمقدوره أيضا تغيير ميكروبات الأمعاء، طبقا لما خلصت إليه دراسة نُشِرَت نتائجها بمجلة General Psychiatry.
ورغم أن التأمل قد يبدو مفهوما جديدا علينا بعض الشيء، غير أنه موجود بالفعل منذ آلاف السنين. وتعتمد فكرته على تعزيز انتباهك لينصب عادة على أنفاسك أو على تعويذة تكررينها بينك وبين نفسك لتهدئة التدفق المستمر للأفكار التي قد تشغل مساحة في عقلك.
وحين تهدأ تلك الأفكار، فإنك ستشعرين بقدر أكبر من الهدوء والاسترخاء بعد التخلص من التوتر. والمميز بخصوص جلسات التأمل أنها متاحة للجميع ويسهل على أي شخص ممارستها، لكونها لا تتطلب تدريبات خاصة أو الاستعانة بأي تطبيقات على الموبايل.
والرائع أيضا أن بمقدورك ممارسة جلسات التأمل خلال توجهك للعمل في المواصلات، وخلال مشيك أو وسط عصبيتك مع أطفالك. ولك أن تعلمي أن قيامك حتى بأخذ نفس أو نفسين عميقين قد يكون كافيا لإعادتك مرة أخرى إلى الحاضر وتعزيز شعورك بالهدوء.
كي تتمكن جلسات التأمل من تغيير صحة الأمعاء وتحسينها للأفضل، وفقا لما ورد في الدراسة التي نشرت هذا العام بمجلة General Psychiatry، فقد اتضح أن ممارسة رياضة التأمل لمدة ساعتين على الأقل يوميا أمر من شأنه أن يعزز مستوى البكتيريا الصحية في البراز، بما في ذلك بعض أنواع البكتيريا التي تحد من الأمراض العقلية.
وبالاضافة لذلك، اتضح أن لجلسات التأمل العلاجية دورها المفيد أيضا في خفض مستويات الكولسترول بالدم، وذلك طبقا لما أظهرته نتائج التحاليل التي أجريت لعينات دم.
ولحسن الحظ، طبقا لما أكده الباحثون بهذا الخصوص كذلك، أن تلك الميكروبات الموجودة في الأمعاء كافحت الالتهابات وساهمت في تحسين عملية التمثيل الغذائي، هو ما أظهر حقيقة أن التأمل على المدى البعيد قد يحظى بتأثير إيجابي على صحة الأمعاء، وهو ما يؤثر بالتبعية على الصحة العقلية وعلى الصحة العامة للجسم في الأخير.
وقال الباحثون إنه حتى وإن لم يتسنى لبعض الأشخاص ممارسة التأمل لمدة ساعتين بصورة يومية، فيمكنهم ممارسة تلك الرياضة لمدة 13 دقيقة فقط، إذ ثبت وفق دراسة أجريت عام 2019 أن ممارسة التأمل تلك الدقائق المعدودة تعود بالنفع أيضا على صحة الإنسان، لكن الشيء المهم هو المداومة على ممارستها، بما يعني أن ممارسة التأمل 5 دقائق فقط يوميا أفضل وأكثر إفادة من ممارستها 30 دقيقة مرتين في الأسبوع.