رغم جهودنا الحثيثة التي نبذلها لفهم مَن هم حولنا، فإنه ليس من السهل دائما قياس أو معرفة الحالة العقلية أو العاطفية للشخص بمجرد ملاحظة تعبيرات وجهه أو لغة جسده.
والحقيقة أننا نقابل بالتأكيد أناسا في حياتنا اليومية ممن يعانون داخليا من صراعات أو مشكلات نفسية، لكن دون أن نعلم بذلك، فقط لأنهم يظهرون عكس ذلك من الخارج.
وهناك بالفعل أشخاص مصابون باضطراب الاكتئاب الشديد، لكنهم يحاولون إخفاءه برسم الابتسامة الودودة على وجوههم، في محاولة من جانبهم لإخفاء ما يشعرون به من ألم.
وهو نوع الاكتئاب الذي يطلق عليه الباحثون اسم "الاكتئاب المبتسم"، الذي يحدث حين تكون لدى الشخص أعراض الاكتئاب من الداخل، لكن يبدو وكأنه سعيد من الخارج.
والمشكلة في هذا النوع من الاكتئاب أن صاحبه لا يحظى بالدعم الذي يفترض أن يلقاه من المقربين والمحيطين به؛ لعدم إدراكهم أنه يعاني من ذلك المرض من الأساس، وهو ما يعرض الشخص لبعض التداعيات الخطيرة مع الوقت، التي قد تصل إلى حد الانتحار.
ولا بد أن تدرك أن مشاعر الاكتئاب التي يتم دفنها بالداخل لا تختفي، ويمكن أن تزداد سوءًا كلما طالت فترة قمعها؛ إذ إن التواصل مع الآخرين للحصول على المساعدة يمنحك شعورا بالراحة، وقد تتفاجئين عندما تجدين أن أحباءك قد يسعدهم دعمك.
هذا وتتشابه بعض الأعراض الشائعة لهذا النوع من الاكتئاب مع أعراض الاكتئاب التقليدي، مثل الصداع، والعزلة الاجتماعية، وتعاطي المخدرات، وفقدان المتعة ومشاعر الحزن.
لم يرغب بعضهم في إخفاء شعورهم بالاكتئاب؟
حين يتعلق الأمر بالاكتئاب المبتسم، يقول الباحثون إن هناك بعض العوامل الاجتماعية التي تساهم في عدم شعور بعضهم بالارتياح حال رغبته في التعبير عن مشاعره الحقيقية.
ومن ضمن هذه العوامل:
- الشعور بوصمة عار اجتماعية حال معاناة الشخص من ثمة اضطراب عقلي.
- الشعور بوصمة عار ذاتية نتيجة نظرة الشخص المريض لنفسه.
- الخوف من نظرة المجتمع التي تكون مليئة بالشفقة.
- التوقعات الثقافية والمجتمعية التي تُحَرِّم على الرجل إمكانية المجاهرة بمشاعره.
كيف تبدئين للتغلب على الاكتئاب المبتسم؟
- التحدث بصراحة عن مشاعرك الداخلية وعدم الخوف من المجاهرة بها.
- الاهتمام بتحسين جودة النوم والنظام الغذائي.
- نشر الوعي بشأن الاضطرابات العقلية.
- اللجوء إلى طبيب أو خبير نفسي والتحدث مع المقربين لتلقي الدعم المطلوب.