بدأ يثار الحديث مؤخرا حول الساعات الرقمية، وما إن كانت من نوعية الأجهزة الإلكترونية التي ينبعث منها إشعاع كهرومغناطيسي أم لا، وهو ما أثار قلق كثيرين بالفعل.
والحقيقة هي أن تلك الساعات تنبعث منها فعلا كمية صغيرة من الإشعاع المغناطيسي، وهو نوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي. ورغم أنها كمية صغيرة، وفق ما أظهرته الأبحاث، لكنها يجب أن تكون مثار قلق نظرا لقرب المسافة التي تكون عليها الساعة بالنسبة إلى الجسم، وهو ما يجب التعامل معه بقدر كبير من الحيطة.
وقال الباحثون إنه رغم استبعادهم أن يكون لذلك تأثيرات ضارة أو ملموسة مقارنة بالهواتف المحمولة، الواي فاي أو أجهزة البلوتوث، لكنهم حذروا من تداعيات هذا الإشعاع المغناطيسي على الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة تجاه الإشعاع الكهرومغناطيسي، موضحين أنهم قد يتعرضون نتيجة لذلك لألم بالرسغ، طفح جلدي محدود وحساسية بالجلد، وكلها أعراض مزعجة، يجب الانتباه إليها تماما.
ولهذا، أكد الباحثون أنه كلما حرص الإنسان على تقليل وقت تعرضه لهذا الإشعاع، وفر الحماية لنفسه على المدى البعيد. وهو ما يعني أنه ورغم أن الساعات الرقمية لا تُصدِر كمية إشعاع كبيرة، ولا تُصدِر إشعاع ترددات راديوية، فإن الأفضل هو عدم ارتدائها كلما كان ذلك ممكنا، حتى يوفر الإنسان الحماية الكافية لنفسه.
وقال الباحثون إنه لا يوجد ما يمنع ارتداء نوعية الساعات الأنالوج العادية، خاصة وأن تصاميمها جيدة، تدوم عادة مدة أطول ولا ينبعث منها أي إشعاع كهرومغناطيسي.
ما هو الإشعاع الكهرومغناطيسي؟
الإشعاع الكهرومغناطيسي هو إشعاع التردد الكهرومغناطيسي، ويتألف من 3 أنواع منفصلة تماما، هي: إشعاع المجال المغناطيسي، إشعاع المجال الكهربي وإشعاع الترددات الراديوية. ومع هذا، فإن ما يجب معرفته هو أن أكبر كمية إشعاع تنبعث وتشكل خطرا أكبر على صحة الإنسان هي التي تصدر عبر الاتصال بالشبكة مع أقرب برج تقوية شبكات خاص بالهواتف المحمولة وكذلك الهواتف المتصلة بالواي فاي، حيث تصدر عن تلك الأجهزة كمية كبيرة من إشعاع الترددات الراديوية.
وتابع الباحثون بقولهم إنهم يستثنون من حديثهم هنا عن الساعات الرقمية نوعية الساعة الذكية، لأنهم يقصدون نوعية الساعات البسيطة المزودة بعداد قراءة رقمي؛ إذ إن للساعات الذكية وضعية مختلفة من حيث درجة الأمان وآلية التعامل معها.
هل يُشَكِّل الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الساعات الرقمية أي خطورة على الصحة؟
رغم أن الأمر يتوقف على بعض الأمور البسيطة، لكن الباحثين لا يرون أنه مصدر خطورة، وإن نصحوا في ذات الوقت بإمكانية البحث عن بديل آخر، في حال توافره، ليكون أكثر أمانا. وأضافوا أن الحالة الوحيدة التي يكون فيها الإشعاع الصادر عن الساعة الرقمية مبعث قلق هي حين تكون الساعة قريبة بشكل مباشر من المعصم.
ولفت الباحثون إلى أن كافة الأجهزة الإلكترونية تقريبا تنبعث منها بعض الإشعاعات الكهرومغناطيسية، لكن معظمها يسقط بعد بضع بوصات أو أقدام، وحينها تنعدم احتمالات تعرضنا لهذا الخطر، وهو ما يجب أن نعرفه بهذا الخصوص.
ما هي سبل الحماية من إشعاع الساعات الرقمية؟
1- استبدال الساعة الرقمية بساعة أنالوج؛ لأنها خيار أفضل بكل الأحوال على المدى البعيد.
2- تجربة سبل حماية بديلة، كما تلك الأجهزة المطورة التي تجنبنا التعرض لأي إشعاعات، حيث توجد بعض الشركات التي تطور أجهزة حماية للساعات ولغيرها من الأجهزة.