سؤال محير ربما يتبادر لأذهان الكثيرين منا دون إجابة، وهو: ما الذي يتعين علينا فعله حال مخالطتنا شخصا ثبتت إيجابية إصابته بفيروس كورونا بعد حصولنا على اللقاح كاملا ضد الفيروس؟
وهو الاستفسار الذي أجاب عنه باحثون من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بقولهم إنه لا يتعين على الفرد في تلك الحالة أن يتخذ مزيدا من الإجراءات إلا إذا بدأت تظهر عليه هو شخصيا الأعراض المرتبطة بفيروس كورونا المستجد.
وأضاف الباحثون "إن تواجدتم بالقرب من أناس مصابين بكوفيد-19، فلا داعي لعزل أنفسكم عن الآخرين أو الخضوع لفحوصات، إلا في حال بدأت تظهر عليكم أعراض المرض بالفعل".
وعلقت على ذلك دكتور جينفر هورني، مؤسسة ومديرة برنامج علم الأوبئة بجامعة ديلاوير، بقولها "لدينا بيانات مؤكدة تثبت أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات الكاملة ضد فيروس كورونا، حتى وإن تم تشخيص إصابتهم بالمرض، يكونون في الغالب من دون أعراض ولا يتسببون في نقل المرض للأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح".
ومع هذا، فقد شددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على ضرورة أن يستمر الأشخاص الذين تم تلقيحهم في مراقبة أنفسهم تحسبا لظهور أي من أعراض كوفيد-19 عليهم وذلك على مدار 14 يوما عقب مخالطة أي شخص ثبتت إيجابية إصابته بالفيروس.
وحال ظهرت عليهم أية أعراض، فيتعين عليهم أن يعزلوا أنفسهم عن المحيطين بهم، وأن يخضعوا لفحص، لمعرفة ما إن كانوا مصابين أم لا، حتى لو سبق لهم التحصين بشكل كامل.
وتابع في السياق نفسه دكتور فاسيليوس مارغريتيس، عالم الأوبئة بجامعة والدن في مينيابوليس، بقوله "أي شخص تظهر عليه أعراض كوفيد-19، بغض النظر عن تلقيحه من عدمه، يجب أن يخضع فورا لاختبار فيروسي، ثم اختبار متابعة بعد الاختلاط بـ 5 ـ 7 أيام، ويجب الاهتمام بمعرفة ما إن كانت هناك إصابة أم لا بغض النظر عن حالة اللقاح".
وكان الجدال قد أثير مؤخرا حول ضرورة قيام الأشخاص الذين تم تلقيحهم بارتداء الكمامة أم لا، لاسيما مع خروج دكتور أنطوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، في تصريحات يؤكد من خلالها أن الحكومة الفيدرالية تدرس ما إن كان يتعين على من تم تلقيحهم أن يعاودوا ارتداء القناع من جديد بهدف المساعدة في احتواء متحور دلتا أم لا، خاصة وأن هذا الشكل المتحور الجديد للفيروس مُعد للغاية، وأدى لظهور العديد من الحالات الإيجابية بين الأشخاص الملقحين وكذلك كثير من الحالات الخطرة، وأحيانا المميتة، بين الأشخاص غير الملقحين.