حذر باحثون من أن نوبات القلب يمكن أن تحدث ليس -فقط- من خلال اتباع نظام غذائي غير صحي، بل بسبب عدم الاهتمام بصحة الفم.
وتحدث النوبات القلبية عند انسداد الدم والأكسجين، والسبب الأساسي الأكثر شيوعًا لجلطات الدم هو مرض القلب التاجي، وهي عملية يتم من خلالها انسداد الشرايين التاجية؛ أي الأوعية الدموية الرئيسية التي تمد القلب بالدم برواسب الكوليسترول.
وأشارت الدكتورة هاتيس هاستورك من "معهد فورسيث" التابع لجامعة "هارفارد"، وهي منظمة بحثية تركز على صحة الفم، إلى أن أمراض اللثة تحدث بسبب تراكم "البلاك" أي الترسبات الدهنية حول الأسنان، نتيجة عدم الاهتمام بتنظيف الفم.
ولفتت إلى أنه نوع مختلف تمامًا من البلاك، لأنه يتكون من الدهون والكوليسترول والكالسيوم والمواد الأخرى الموجودة في الدم، والتي يمكن أن تتراكم داخل الشرايين.
وأوضحت أن الرواسب الدهينة تؤدي عادة، إلى الحالة التي تعرف بـ "تصلب الشرايين" ، وهي السمة المميزة والأرض الخصبة لأمراض القلب والنوبات القلبية.
وقالت الدكتورة هاستورك: "تزيد أمراض اللثة من عبء الالتهاب على الجسم... والالتهاب الحاد، الذي ينطوي على تدفق الخلايا المناعية التي تهاجم المهيجات والميكروبات، يعزز الشفاء على المدى القصير... لكن الالتهاب طويل الأمد، هو مساهم رئيسي في العديد من المشاكل الصحية، بما فيها أمراض القلب والشرايين."
بدوره قال الدكتور مايكل موسلي، المشارك في الدراسة، إن هناك نظرية ناشئة مفادها أن البكتيريا المسببة لأمراض اللثة قد تلعب -أيضًا- دورًا في عدد من المشكلات الصحية الرئيسية في الجسم، بما فيها أمراض القلب والدماغ.
وقال: "يشير بعض العلماء إلى أن السبب في ذلك، هو العثور على هذه البكتيريا -أيضًا- في عينات أنسجة المخ والقلب لأشخاص ماتوا بسبب هذه الأمراض."
وفي دراسة نشرتها الأسبوع الجاري قالت "مؤسسة القلب البريطانية" إن أكثر علامات أمراض اللثة، هي الالتهاب الذي يؤدي إلى تورم اللثة وألم شديد.
وأضافت: "إذا لم يتم علاج التهاب اللثة المزمن، فقد يتضرر عظم الفك، ويمكن أن تفقد أسنانك وتتساقط في النهاية".
ونصحت المؤسسة بضرورة الحفاظ على صحة الفم باستمرار، وإجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة من أجل تفادي الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وتابعت: "أن تناول نظام غذائي صحي ومتوازن سيقلل من فرص تراكم الدهون في الشرايين، وهذا يساعد إلى حد كبير في منع الإصابات القلبية والدماغية".
