لا شك أنَّ رؤية الأشياء بوضوح أمرٌ يستحق العناء خصوصًا إذا ما كنت تعاني من إحدى مشكلات النظر التي تمنعك من ذلك، وتظطرك إلى ارتداء النظارات الطبية من أجل حل تلك المشكلة، ولكن الكثير منّا يعاني من الصداع كلما ارتدى نظارةً جديدةً، ويمكن أن يكون هذا الصداع أمرًا عاديًا للغاية، وأحيانًا قد يشير إلى بعض المشكلات.
وفي السطور الآتية سنشرح لكم بحسب الخبراء، لماذا تتألّم أعيننا ورأسنا أحيانًا عندما نرتدي نظارات جديدة، ومتى يكون الأمر طبيعيًا ومتى يكون بحاجةٍ إلى الانتباه.
ماذا يحدث عندما نرتدي النظارات الجديدة؟
بدايةً علينا أن نعرف أنَّ من يرتدون النظارات يعانون من عيوبٍ في شكل العين تؤثر بقوةٍ على قوة تركيز الضوء، كقصر أو طول النظر، فمثلاً يحدث قصر النظر عندما يكون محجر العين أطول من اللازم أو عندما تكون القرنية محدبة على نحو غير طبيعي، مما يُصعّب من رؤية الأشياء بوضوح على مسافة بعيدة.
أمّا طول النظر فيحدث عندما يكون محجر العين أقصر من اللازم أو أن القرنية مشوهة، مما يُصعّب على المصاب به رؤية الأشياء القريبة.
وهو ما يمكن للنظارات القيام به بشكلٍ صحيح ومساعدتك في حل المشكلات، إذ تعمل على زيادة قوة التركيز وبالتالي يمكنك أن تري أفضل، ولكن عندما ترتدي النظارات للمرة الأولى، فإنَّ عينيك بحاجةٍ إلى ترك كل الطرق التي كانتا تستخدمانها لتريا العالم بأفضل وضوح ممكن.
أي بمعنى أدق أنّ العينين بحاجة إلى إعادة الضبط من أجل تعديل أنظمة التركيز والاعتياد على ما لم تكن معتادةً عليه، ولأن عضلات مضطرة للعمل بطريقة مختلفة فجأة، فمن الممكن أن تصاب بصداع أو تشعر فقط بأن هناك شيئًا في العينين ليس في مكانه.
الصداع من النظارات علامة على مشكلة أكبر
يقول الخبراء أنَّ الصداع الذي يصاحب النظارات الجديدة وينقضي بعد الأيام الأولى القليلة، هو أمرٌ طبيعيٌ للغاية، لكن في حال استمر الصداع أو ألم العينين لما بعد ذلك، فهو ليس أمرًا طبيعيًا على الإطلاق.
وبتحديدٍ أكثر إذا استمرّ عدم الارتياح هذا لأكثر من أسبوع بعد ارتداء النظارات الجديدة أو في أي مرحلة، هو سبب كافٍ لمراجعة الطبيب خصوصًا إذ ما رافقته أعراضٌ أخرى مثل الدوخة.
وهناك أسبابٌ قد يكون لها علاقةٌ بزيادة فترة عدم الارتياح أو التأقلم، نذكر منها، إذا كان الإطار لا يناسب وجهك، أو إذا كانت النظارة تضغط بشدة على أنفك أو على المساحة الموجودة خلف أذنيك، مما يجعلك تشعر بالصداع.
ومن الأسباب الأخرى، التي يجب الحذر منها، أنه وفي أثناء اختبار العين، ربما يكون الطبيب أخطأ في قياس المسافة بين بؤبؤ العين، إذ يمكن أن يؤدي الخطأ في قياسمها إلى إجهاد العين لأن المسافة السليمة بينهما مهمة للغاية من أجل الوصول إلى قياس نظارات سليم، فالقياسات الخاطئة تعد سببًا كبيرًا في تشكُّل الصداع.
وفي حال عانى أحدنا من الصداع في أيامه الأولى من ارتداء النظارات الجديدة فذلك لا يعني أن يخلعها ويضعها في الدرج، لكن ما يمكن فعله هو الاستراحة من ارتداء النظارات الجديدة طول الوقت، إذ يوصي أطباء العيون بارتداء النظارة لمدة 3 أو 4 ساعات ثم الاستراحة منها، على مدار يومين أو نحو ذلك، وهذا يمنح عينيك الوقت لتتكيّف.