في مرحلة الدراسة، سواء كانت في المدرسة الثانوية أو الجامعة، يواجه الطلاب تحديات يومية تترافق مع مستويات عالية من الضغط النفسي؛ ما قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية.
ورغم أن مستوى معينًا من التوتر قد يكون حافزًا لتحقيق النجاح، فإن الإجهاد المزمن يمكن أن يكون ضارًّا بصحتهم العامة.
لذا، من المهم أن يتعلم الطلاب كيفية التعامل مع التوتر بفاعلية لتمكينهم من النجاح في حياتهم الأكاديمية والشخصية على حد سواء.
تختلف أسباب التوتر من طالب لآخر، ولكن هناك بعض العوامل الشائعة التي تسهم في زيادة مستويات التوتر لدى أغلبهم.
على سبيل المثال، يمكن أن يشكل الضغط الأكاديمي عبئًا كبيرًا، خاصة في فترات الامتحانات، حيث يسعى الطلاب إلى تحقيق أداء ممتاز في الاختبارات والمشاريع الدراسية.
يضاف إلى ذلك الأنشطة اللامنهجية التي قد تكون ممتعة لكنها تتطلب وقتًا وجهدًا إضافيين، ما يؤدي إلى شعور بالإرهاق.
كما يمكن أن تشكل المخاوف المالية مصدرًا آخر للضغط، حيث يسعى بعض الطلاب للعمل بدوام جزئي لتغطية تكاليف الدراسة، ما قد يؤثر في أدائهم الأكاديمي.
إضافةً إلى ذلك، يمكن للعلاقات الاجتماعية والعائلية أن تصبح مصدرًا للتوتر، سواء بسبب التوقعات العالية من الأسرة أو النزاعات مع الأصدقاء.
وعلاوة على ذلك، يعاني البعض مشاكل صحية أو ضغوطًا اجتماعية مثل التنمر، والتي تزيد مشاعر القلق والعزلة.
تُظهر الدراسات أن التوتر العرضي قد يكون مفيدًا؛ حيث يُساعد على تطوير مهارات حل المشكلات. لكن التوتر المستمر قد يؤدي إلى آثار ضارة، مثل الصداع والتعب، ويؤثر في التركيز والذاكرة.
وقد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى مثل اضطرابات النوم واضطرابات الجهاز الهضمي. كذلك، يُعتبر التوتر المزمن سببًا شائعًا للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب التي قد تؤثر على أداء الطالب وحياته بشكل عام.
إليك نصائح وإستراتيجيات تساعدك على التعامل مع التوتر من أجل حياة أكثر هدوءًا وتوازنًا:
ممارسة النشاط البدني كالمشي أو السباحة تساعد على إفراز هرمونات السعادة التي تخفف من مستويات التوتر. لا يتطلب الأمر تمارين مكثفة؛ حيث يمكن لنصف ساعة من الرياضة المعتدلة يوميًا أن تحدث فرقًا كبيرًا في تخفيف التوتر.
يعتبر التأمل وتقنيات التنفس العميق وسيلة فعالة للتخفيف من التوتر. تركز هذه التقنيات على الحاضر وتساعد على تهدئة العقل والجسم، ويمكن تطبيقها لبضع دقائق يوميًا لتحقيق تأثير إيجابي ملحوظ على الصحة النفسية.
يؤدي نقص النوم إلى زيادة التوتر وصعوبة في التركيز. يجب على الطلاب محاولة الحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا واتباع روتين ثابت يعزز جودة النوم، مثل تجنب الكافيين قبل النوم وتهيئة بيئة مريحة.
استخدام جدول زمني لتحديد المهام يساعد الطلاب في إدارة وقتهم وتجنب التسويف. يمكنهم تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، ما يسهل عليهم الالتزام بالمواعيد النهائية وتخفيف التوتر الناتج عن تراكم المهام.
تساعد الاستراحات القصيرة أثناء الدراسة على تجديد الطاقة وزيادة الإنتاجية. يمكن اعتماد تقنية بومودورو، حيث يدرس الطالب لمدة 25 دقيقة ثم يأخذ استراحة قصيرة، ما يساعده على البقاء مركزًا ويقلل من الشعور بالإرهاق.
يساعد التحدث مع المقربين عن المخاوف والأفكار السلبية في تحسين المزاج وتخفيف القلق. كما أن المشاركة في أنشطة جماعية تُعزز الشعور بالانتماء وتُسهم في بناء نظام دعم قوي يساعد الطالب على مواجهة التحديات.
قد تكون الأهداف غير الواقعية مصدرًا للتوتر والضغط، لذا يُفضل تحديد أهداف قصيرة المدى يمكن تحقيقها بسهولة، حيث يمكن للاحتفال بالإنجازات الصغيرة أن يعزز الثقة بالنفس ويزيد من التحفيز.
قضاء الوقت في الطبيعة يُعتبر من الوسائل الفعّالة لتقليل التوتر، حيث يساعد في تهدئة العقل وتخفيف الضغط النفسي. ويمكن للطلاب ممارسة الأنشطة الخارجية، كالمشي في الحديقة، لتحسين المزاج وتخفيف التوتر.
ممارسة هواية مفضلة يمكن أن تكون وسيلة ممتازة لتخفيف التوتر، حيث تتيح للطالب فرصة للتركيز على نشاط ممتع ومريح، ما يسهم في تحسين صحته النفسية.
في بعض الأحيان، قد يحتاج الطلاب إلى دعم إضافي للتعامل مع التوتر المزمن. تقدم الكثير من الجامعات خدمات استشارية مجانية أو بتكلفة منخفضة، كما يمكن اللجوء إلى العلاج عبر الإنترنت الذي قد يكون مناسبًا للطلاب بجدول مزدحم.
يمكن للطلاب تطوير مرونتهم النفسية من خلال تبني ما يُعرف "بالعقلية النامية"، التي تعتبر التحديات فرصًا للتعلم والنمو الشخصي. تعزز هذه العقلية من قدرتهم على التكيف مع الضغوط ومواجهتها بطريقة أكثر إيجابية وفاعلية.
إدارة التوتر بفاعلية تعد خطوة حيوية للطلاب للحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية، من أجل تحقيق التوازن بين الحياة الأكاديمية والشخصية.