تُعتبر فترة الحمل من أهم المراحل في حياة المرأة، حيث تتطلب هذه الفترة الكثير من الاهتمام بالتغذية لضمان صحة الأم وطفلها.
ومع تزايد شعبية النظام الغذائي النباتي، تبرز تساؤلات حول إمكانية اتباع نظام غذائي نباتي خلال الحمل.
فهل من الآمن استبعاد اللحوم من النظام الغذائي في هذه المرحلة الحساسة؟
تتميز الأنظمة الغذائية النباتية بالعديد من الفوائد الصحية، حيث تكون غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، وفي الوقت نفسه تعتبر منخفضة في الدهون المشبعة والكوليسترول.
ومع ذلك، تُعتبر البروتينات نقطة ضعف محتملة في النظام الغذائي النباتي، خاصة خلال الحمل.
تحتاج المرأة الحامل إلى حوالي 71 إلى 75 جرامًا من البروتين يوميًا، وقد ترتفع هذه الكمية إذا كانت تحمل أكثر من طفل واحد.
لذا، من المهم أن تقوم المرأة الحامل التي ترغب في اتباع نظام نباتي بالتخطيط الجيد للوجبات لضمان تلبية احتياجاتها من البروتين. يُفضل استشارة أخصائي تغذية للحصول على تقييم شخصي يساعد في تحديد الاحتياجات الخاصة بكل حامل.
يمكن أن يختلف النظام النباتي من شخص لآخر. فهناك الأنظمة التي تشمل البيض ومنتجات الألبان، بينما يُعتبر النظام النباتي الصرف خاليًا تمامًا من اللحوم والألبان والبيض. كما يوجد النظام النباتي الذي يشمل الأسماك. يُفضل بعض الخبراء تبني أنظمة غذائية أقل تقييدًا أثناء الحمل؛ ما يسهل تلبية الاحتياجات الغذائية.
على سبيل المثال، إذا كانت المرأة تتبع نظامًا نباتيًا صارمًا، يُنصح بالسماح لنفسها بتناول منتجات الألبان لزيادة استهلاكها من البروتين والكالسيوم. ولكن إذا كانت ملتزمة بالنظام النباتي الكامل، فمن الممكن الاعتماد على مكملات البروتين أو مصادر نباتية مثل التوفو.
يتعين على جميع الحوامل، سواء كن يتناولن اللحوم أم لا، تناول الفيتامينات السابقة للولادة ذات الجودة العالية. إليك بعض العناصر الغذائية الهامة التي يجب التركيز عليها خلال فترة الحمل:
ضروري لتطوير العظام والأسنان. يُوصى بتناول 1000 ملغ يوميًا من مصادر مثل منتجات الألبان أو الحليب المدعم أو الصويا.
يساعد في نمو الخلايا ويقلل من مخاطر العيوب الخلقية. يجب تناول 600 ميكروغرام يوميًا من الخضروات الورقية الداكنة أو المكسرات أو عصير البرتقال.
ضروري لنمو الأنسجة وزيادة إمدادات الدم. تحتاج الحامل إلى 48.6 ملغ يوميًا من مصادر مثل العدس أو السبانخ، ويُفضل تناوله مع فيتامين C لزيادة الامتصاص.
ضرورية لتطوير الأعصاب والدماغ. ينبغي تناول 200 ملغ من DHA يوميًا، ويمكن الحصول عليها من مصادر مثل البذور والشوفان.
يساعد في دعم الخلايا العصبية والدموية. يُفضل تناول 2.6 ميكروغرام يوميًا من مصادر مثل الحليب أو البيض.
لضمان تحقيق التغذية المتكاملة خلال الحمل النباتي، من الأفضل التخطيط المسبق. يُنصح بإنشاء قائمة بالأطعمة المفضلة من الفواكه والخضروات والبروتينات والحبوب، ومن ثم تنظيم الوجبات حولها. قد يكون تناول الوجبات الصغيرة المتكررة كل بضع ساعات خيارًا جيدًا في الأيام الأولى من الحمل عندما تشعر المرأة بالغثيان.
إليك بعض الوصفات التي يمكن أن تساعدك في تطوير خطة غذائية نباتية متكاملة:
بالمجمل، يُمكن أن تكون فترة الحمل نباتية تمامًا، شريطة التخطيط الجيد والتنوع في النظام الغذائي.
من المهم الاستماع إلى احتياجات الجسم ومتابعة الفيتامينات والمكملات لضمان الحصول على التغذية اللازمة لنمو صحي وآمن للطفل.