في فترة ما بعد الظهيرة، يُعاني الأغلبية من انخفاضٍ في الطاقة ودرجة حرارة الجسم، وهي ظاهرةٌ شائعة لا مناصَ منها بشكلٍ عام، وكأنها إشارةٌ إلى أجسامنا على أنَّ النوم قد حان، إلا أنَّ المزعج في الأمر، هو عدم المقدرة على أخذ قيلولة أثناء العمل مثلاً، فهل من حل؟
ربما يكون الحلُ لتلك المسألة في العلكة فقط؛ إذ نصحت أخصائية التغذية، فوزية جراد، بمضغِ العلكةِ لتحفيز النشاط عندما يحاول الجسم دفع الشخص إلى أخذ غفوةٍ قصيرة؛ إذ إنَّ مضغَ العلكة يساعد على الصمود والبقاء بنشاط وتركيز لفترة أطول، ويجعلهُ أكثرَ دقةٍ عند أداء مهامه.
ورغم اعتقاد البعض أنَّ مضغ العلكة يأتي من باب التسلية، وتحسين رائحة الفم فقط، إلا أنَّ له فوائدَ أخرى ستشجع الكثيرين على فعل ذلك بشكل يومي، من تلك الفوائد: تعزيز الأداء العقلي ووظائف الإدراك، كالتركيز والذاكرة؛ إذ تحسّن من تركيز الشخص وذاكرته؛ لأنها تزيد من تدفق الدم للدماغ، وتزيد من اليقظة أيضًا، بسبب تلك الحركة التي تحفز الأعصاب في الدماغ.
ونوّهت جراد، إلى أنَّ مضغ العلكة يساعد على التركيز في المهام التي تتطلب ملاحظة مستمرة لمدة طويلة من الوقت، لذلك تم تصنيفها كرياضة قادرة على حرق قطعة صغيرة من الخبز، حيث ثبت دور المضغ في زيادة مستويات هرمون الأنسولين، وما ينجم عنه من تحفيز بعض مناطق المخ المرتبطة بالمزاج والذاكرة.
وبشكلٍ عام، يتميزُ أولئك الذين يمضغون العلكة بالسرعة في رد الفعل والتوقيت والدقة في إعطاء النتائج والردود.
وعلى الصعيد النفسي، يحدّ مضغ العلكة من الإجهاد والقلق والتوتر، لكونه يشكل بديلاً ممتازًا عن العادات العصبية المتمثلة بقضم الأظافر، كما يقمع أيضًا الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وخاصة المأكولات السكرية التي تؤدي إلى زيادة الوزن، وينتج عن تلك العملية حرق حوالي 11 سعرة حرارية في الساعة، وفق جراد.
وانتهت إلى أنَّ العلكة تتغلب على القيلولة من خلال تحسين التركيز واليقظة والذاكرة والمزاج؛ فالنشاط العضلي الناتج عن المضغ يؤدي إلى تسارع معدل ضربات القلب ونسق التنفس؛ ما يسبب وصول كمية أكبر من الأكسجين إلى الدماغ، وبالتالي زيادة مستوى اليقظة والانتباه والتركيز خلال فترة معينة.