للعطور غايات متعددة لم تعد تقتصر على نشر العبير والتغلب على روائح الجسم غيرالمحببة، لدى الجنسين. فهي تعتبر أحياناً أسلحة لمكافحة البعوض وأخواته من الحشرات الطائرة المتنوعة، الأمر الذي جعلها تحقق رواجاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة مع اشتداد خطر الفيروس الذي ينتقل بواسطة البعوض من بلد إلى آخر.
ويتوفر في أسواق الشرق والغرب هذه الأيام العديد من العطور التي توصف بأنها تجمع بين الرائحة المنعشة و القدرة على طرد البعوض وأنواع الحشرات الطائرة. ومن أهم هذه المنتجات ذات الشذى البديع الذي يفتك بالبق والحشرات الصغيرة والبعوض أو يبقيها بعيداً:
Aqua Allegoria Herba Fresca، ذو الرائحة الزكية من عبير الليمون والنعناع
Yardley’s English Lavender، الذي يدل اسمه على تركيبه
Mirto di Panarea الايطالي الصنع بشذاه المتوسطي الذي يعبق برائحة الآس والصنوبر
Eau de 34 المنعش بفضل عبير الحمضيات و شذا القرفة والبخور التي تتعاون على جعل رائحته على لاذعة تنفر البعوض والحشرات الطائرة
Les Nuits d’Hadrien الذي يناسب الرجال والنساء ورائحته عبارة عن خليط متجانس من عبير الفانيلا والحمضيات والباتشولي
Aromaflage الخالي من المواد الكيماوية والمصنوع خصيصاً لطرد البعوض والحشرات الطائرة المعروفة بقدرتها على لسع الانسان وإيذائه، ويتميز هذا العطر برائحته المنعشة بما فيها من شذا الصنوبر والليمون وعبير الفانيلا الناعم.
مواد طبيعية
ولاننسى أن هناك نباتات ومواد طبيعية فعالة في مكافحة البعوض واخواته، مثل النعناع الذي يعتبر طارداً للقمل أيضاً، والليمون والحبق والآس وخشب التنوب، علاوة على الصنوبر والفانيلا التي يقال أنها عدو لدود للبعوض.
لكن الواقع أن فعالية هذه المواد الطبيعية والعطور المصنعة، محدودة في غالب الأحيان. وتفيد التجارب أنها لا تستطع تخليصنا تماماً من البعوض وأخواته من ذباب وزنابير وغيرهما من الحشرات الطائرة التي تنكد عيشة الصغير والكبير في فصل الصيف، ولاسيما في المناطق الدافئة والرطبة.
بعوض زيكا
ومع ذلك فإن فيروس زيكا الذي يتزايد عدد ضحاياه في مناطق مختلفة من العالم، جعل الكثيرين يقبلون على استعمال هذه العطور المضادة للبعوض، وذلك على ما يبدو في محاولة للتشبث بأي أمل بالنجاح في إبعاد خطر هذا البعوض الخطير.
وعلى سبيل المثال فإن عطر "آرومافلاج"، رائج للغاية هذه الايام بسبب خطر الوباء العالمي، كما تذكر صحيفة " غارديان" البريطانية. والعنصر الاساسي الذي يميزه عن غيره من العطور الطاردة للبعوض والحشرات هو أنه خال من المواد الكيماوية، بما فيها مادة "ديت" التي تعتبر العنصر الكيماوي الرئيسي القادر على إبعاد البعوض. ويعتقد أن "ديت" تربك برائحتها البعوض وتنفره أو تخفي رائحة البشرة الإنسانية بحيث لاتستطيع الحشرات أن تصل اليها لتلدغها.
و " آرومافلاج" عطر لائق للنساء يمكنهن التزود به في كل الاوقات لإضفاء رائحة طيبة عليهن تجمع بين أريج الليمون والبرتقال وعبير الصنوبر ونعومة الفانيلا اللطيفة. ويقال أن رائحته الزكية تؤدي إلى إنشاء منطقة محمية حول جلدك لايقوى البعوض على اختراقها.
وتقول صحيفة " غارديان" إن اختبارات أخيرة اجريت لقياس مدى فعالية " آرومافلاج" ضد نوع من أنواع البعوض القادر على نقل فيروس زيكا، وجدت أن مفعول هذا العطر يعادل أثر مركب آخر فيه 25% من مادة ديت، وهي نسبة عالية، ولمدة تصل إلى ساعتين ونصف الساعة.
هذا انجاز معتبر وتطور لافت، لكنه للاسف لايكفي للفتك بالبعوض أو لإقامة سور حصين حول بشرتك وإبقائها بعيدة المنال بالنسبة لأنواع البعوض والحشرات الطائرة.