اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder) هو اضطراب نفسي يمكن أن يتطور بعد تعرض الشخص لتجربة صادمة، سواء كانت جسدية أو نفسية. يمكن أن تشمل هذه التجارب الحروب، الحوادث، الاعتداءات الجسدية أو الجنسية، أو أي نوع آخر من الأحداث التي تثير خوفًا أو تهديدًا حقيقيًا لحياة الشخص.
يشكل اضطراب ما بعد الصدمة تحديًا كبيرًا لمن يعاني منه، حيث يؤثر بشكل عميق على الحياة اليومية، الصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية.
اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تتسم بإعادة تذكر الحدث الصادم بشكل متكرر، مصحوبة بشعور بالخوف والقلق الشديدين حتى بعد فترة طويلة من وقوع الحدث. يُرافق هذا الاضطراب شعورٌ دائمٌ بالخطر؛ ما يجعل الشخص في حالة يقظة مستمرة وتوتر دائم.
وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، يمكن أن يظهر اضطراب ما بعد الصدمة لدى أي شخص، بغض النظر عن عمره أو جنسه. ومع ذلك، قد يكون أكثر شيوعًا بين بعض الفئات المحددة، مثل المحاربين السابقين، والأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجسدي أو النفسي، وكذلك ضحايا الحروب والكوارث.
تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عدة جوانب تؤثر على حياة الشخص اليومية. عادةً ما يتم تقسيم الأعراض إلى أربع مجموعات رئيسية:
اقرأ أيضاً: ما الذي تعرفينه عن ظاهرة الاحتراق النفسي؟
يتطور اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة تعرض الشخص لحدث صادم بشكل مباشر، أو حتى من خلال مشاهدة حدث مؤلم يحدث لشخص آخر. ومع ذلك، هناك عدة عوامل قد تزيد خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة:
يمكن لأي شخص أن يُصاب باضطراب ما بعد الصدمة، ولكنه أكثر شيوعًا في بعض المجموعات:
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق الفعالة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، وتختلف طرق العلاج بناءً على طبيعة الأعراض وحالة الفرد. تشمل العلاجات بحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) ما يلي:
يُعتبر العلاج النفسي من أكثر الأساليب فعالية في معالجة اضطراب ما بعد الصدمة. أحد الأشكال الشائعة لهذا العلاج هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يهدف إلى تغيير أنماط التفكير السلبية والمشاعر المرتبطة بالحدث الصادم. يساعد العلاج الشخص على تعلم كيفية مواجهة ذكريات الحدث الصادم دون الشعور بالقلق أو الخوف الشديد.
في بعض الحالات، قد يكون استخدام الأدوية ضروريًا للتحكم في الأعراض المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة. تشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل مشاعر القلق.
تلعب العائلة والأصدقاء دورًا هامًا في دعم الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. يمكن أن يساهم الدعم الاجتماعي الإيجابي في تعزيز الشعور بالراحة والأمان.
على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة لمنع اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة به: