اضطراب ما بعد الصدمة

كل ما تحتاجين معرفته عن اضطراب ما بعد الصدمة... أسبابه وطرق العلاج الفعالة

صحة ورشاقة
لينا الرواس
30 سبتمبر 2024,3:00 م

اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder) هو اضطراب نفسي يمكن أن يتطور بعد تعرض الشخص لتجربة صادمة، سواء كانت جسدية أو نفسية. يمكن أن تشمل هذه التجارب الحروب، الحوادث، الاعتداءات الجسدية أو الجنسية، أو أي نوع آخر من الأحداث التي تثير خوفًا أو تهديدًا حقيقيًا لحياة الشخص.

 

يشكل اضطراب ما بعد الصدمة تحديًا كبيرًا لمن يعاني منه، حيث يؤثر بشكل عميق على الحياة اليومية، الصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية.

 

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟ 

 

713c26f0-dc47-43c9-903d-272ddf608e76

 

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تتسم بإعادة تذكر الحدث الصادم بشكل متكرر، مصحوبة بشعور بالخوف والقلق الشديدين حتى بعد فترة طويلة من وقوع الحدث. يُرافق هذا الاضطراب شعورٌ دائمٌ بالخطر؛ ما يجعل الشخص في حالة يقظة مستمرة وتوتر دائم.

 

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، يمكن أن يظهر اضطراب ما بعد الصدمة لدى أي شخص، بغض النظر عن عمره أو جنسه. ومع ذلك، قد يكون أكثر شيوعًا بين بعض الفئات المحددة، مثل المحاربين السابقين، والأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجسدي أو النفسي، وكذلك ضحايا الحروب والكوارث.
 

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عدة جوانب تؤثر على حياة الشخص اليومية. عادةً ما يتم تقسيم الأعراض إلى أربع مجموعات رئيسية:

 

إعادة تجربة الحدث

  • تكرار الذكريات المؤلمة المتعلقة بالحدث.
  • الكوابيس المتكررة حول التجربة الصادمة.
  • الذكريات المفاجئة (فلاش باك) التي تجعل الشخص يشعر وكأن الحدث يتكرر من جديد.
  • ردود فعل جسدية مثل التعرق السريع، تسارع ضربات القلب، أو الارتعاش عند تذكر الحدث.

 

64e6af37-b111-429f-8fa2-bd6a96ac5b6a

 

التجنب

  • تجنب التفكير أو الحديث عن الحدث الصادم.
  • الابتعاد عن الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالتجربة الصادمة.
  • عدم المشاركة في الأنشطة التي كانت في السابق ممتعة أو معتادة.


التغييرات السلبية في التفكير والمزاج

  • شعور مستمر باليأس أو الذنب.
  • فقدان الاهتمام في الأنشطة المحببة سابقًا.
  • الشعور بالعزلة عن الآخرين وتراجع القدرة على التفاعل الاجتماعي.


التغييرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية

  • سرعة الانفعال والغضب.
  • الشعور بالتوتر أو "التوجس" باستمرار.
  • صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم.
  • السلوكيات التدميرية مثل القيادة الخطرة أو تعاطي المخدرات.
     

اقرأ أيضاً: ما الذي تعرفينه عن ظاهرة الاحتراق النفسي؟

 

الأسباب والعوامل المؤثرة في اضطراب ما بعد الصدمة

يتطور اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة تعرض الشخص لحدث صادم بشكل مباشر، أو حتى من خلال مشاهدة حدث مؤلم يحدث لشخص آخر. ومع ذلك، هناك عدة عوامل قد تزيد خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة:

 

  • التاريخ العائلي: وجود أفراد في العائلة يعانون اضطرابات نفسية قد يزيد احتمالية الإصابة.
  • الأحداث المتكررة: التعرض المتكرر للصدمة، سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، يزيد احتمالية الإصابة بالاضطراب.
  • المرونة النفسية: الأشخاص الذين يمتلكون مهارات تأقلم ضعيفة أو دعم اجتماعي محدود يكونون أكثر عرضة لتطوير الأعراض بعد تجربة صادمة.

 

343746ba-b586-4c33-90e4-1768bf73c464

 

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟

يمكن لأي شخص أن يُصاب باضطراب ما بعد الصدمة، ولكنه أكثر شيوعًا في بعض المجموعات:

 

  • المحاربون: الجنود الذين شاركوا في الحروب أو النزاعات المسلحة.
  • ضحايا الحوادث والكوارث: الناجون من حوادث السير، الكوارث الطبيعية، أو الحرائق.
  • الناجون من الاعتداءات الجسدية: بما في ذلك الأطفال والنساء.
  • العاملون في مجال الإسعاف والطوارئ: مثل رجال الإطفاء أو المسعفين الذين يتعرضون بشكل متكرر لمواقف مأساوية. 

 

أخبار ذات صلة

9 علامات تدل على حاجة المرأة للدعم النفسي فورًا

 

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق الفعالة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، وتختلف طرق العلاج بناءً على طبيعة الأعراض وحالة الفرد. تشمل العلاجات بحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) ما يلي:

 

العلاج النفسي (العلاج بالكلام)

يُعتبر العلاج النفسي من أكثر الأساليب فعالية في معالجة اضطراب ما بعد الصدمة. أحد الأشكال الشائعة لهذا العلاج هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يهدف إلى تغيير أنماط التفكير السلبية والمشاعر المرتبطة بالحدث الصادم. يساعد العلاج الشخص على تعلم كيفية مواجهة ذكريات الحدث الصادم دون الشعور بالقلق أو الخوف الشديد.

 

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يكون استخدام الأدوية ضروريًا للتحكم في الأعراض المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة. تشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل مشاعر القلق.

 

الدعم الاجتماعي والعائلي

تلعب العائلة والأصدقاء دورًا هامًا في دعم الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. يمكن أن يساهم الدعم الاجتماعي الإيجابي في تعزيز الشعور بالراحة والأمان.

 

786bcecd-851a-42af-ae5b-b71372b77cb9

 

هل يمكن الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة؟

على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة لمنع اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة به:

 

  • الحصول على دعم مبكر: بعد تجربة صادمة، من المفيد البحث عن الدعم النفسي أو الانخراط في جلسات علاجية لتجنب تراكم المشاعر السلبية.
  • الاستفادة من شبكات الدعم: التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجموعات دعم قد يساعد على التكيف مع التجارب الصادمة.
  • ممارسة التأمل والرياضة: يساعد ذلك على تقليل مستويات التوتر والقلق.

 

أخبار ذات صلة

كيف تساعدين طفلك على تجاوز الصدمة؟

 

google-banner
foochia-logo