انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة تتمثل في قيام بعض الأشخاص، خاصة النساء، بتناول بيض الديدان الشريطية عمدًا بهدف إنقاص الوزن السريع.
وأدى ذلك إلى حدوث حالات غريبة، فقد اشترت النساء الساعيات إلى إنقاص الوزن بيض الديدان الشريطية لإصابة أنفسهن عمدًا في محاولة لإنقاص الوزن، مع الإبلاغ عن حالات تضررت في الولايات المتحدة والصين.
يتم شراء هذا البيض، الذي يأتي على شكل "كبسولة"، عادةً من خلال شبكة الإنترنت، مدفوعين بوهم تحقيق نتائج سريعة دون بذل مجهود، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة "الديلي ميل البريطانية".
الديدان الشريطية طفيليات تعيش في الأمعاء، وتنتقل للإنسان عادةً عن طريق تناول لحوم غير مطهوة جيدًا تحتوي على بيض هذه الديدان.
تتغذى الدودة الشريطية على جزء من الطعام الذي يتناوله الإنسان، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
لا ينصح الأطباء بهذه التقنية لفقدان الوزن؛ لأنها تأتي مع مجموعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك إطلاق البيض في مجرى الدم الذي يمكن أن يصل إلى الدماغ، ويسبب نوبات قاتلة محتملة.
في ضوء ذلك، ذكر تقرير صحيفة "الديلي ميل البريطانية" قصة فتاة قالت لبرنامج Chubbyemu على منصة "يوتيوب" إنها قررت اللجوء إلى طريقة غير تقليدية لفقدان الوزن، وهي شراء حبوب تحتوي على بيض الدودة الشريطية من الإنترنت باستخدام العملات المشفرة.
وكان دافع الفتاة البحث عن حل سريع لفقدان الوزن بعد فشل الطرق التقليدية كالحمية والرياضة.
في البداية، بدأت الفتاة، حسب ما نقلت "الديلي ميل"، ترى نتائج فقدان الوزن المرجوة، ولكنها عانت بعض التقلصات المعوية.
ولاحظت وجود أجزاء غريبة في برازها، ونموًا غريبًا تحت ذقنها، وشعرت بصداع شديد وضغط في الرأس.
وبعد عدة أسابيع من المعاناة، لجأت الفتاة إلى المستشفى، وأظهرت الفحوصات وجود ضغط مرتفع على السائل النخاعي، مما يشير إلى وجود جسم غريب في الدماغ. واستخدم الأطباء الأدوية للسيطرة على التورم وتخفيف أعراضه.
يقول الدكتور برنارد هسو، مقدم برنامج Chubbyemu ومُتخصص الأورام الأمريكي، إن المريضة المعنية وجدت الحبوب عبر منشورات على موقع ويب للتواصل الاجتماعي مُصممة عمدًا لجذب الفضوليين بعبارات مثل: "مثير للجدل" و"ممنوع".
وحذر هسو بشدة من خطورة تناول بيض الدودة الشريطية كوسيلة لفقدان الوزن، وأن هذه الممارسة تحمل مخاطر صحية جسيمة، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها.
وأكد أن تناول بيض الدودة الشريطية يؤدي إلى الأضرار الدماغية، خاصة نوع Taenia solium، يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يتسبب بتكوين آفات وتلف في الأنسجة العصبية. ويؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك الصداع الشديد، والنوبات، وفقدان الذاكرة، وتغيرات في الشخصية.
حتى بعد علاج العدوى الأولية، يشير هسو إلى أنه يمكن أن تستمر بعض الأعراض، مثل مشاكل في الرؤية وتدهور الوظائف الإدراكية، لسنوات عديدة.
وأكد الدكتور أن فكرة استخدام الديدان الشريطية لفقدان الوزن غير فعالة وغير آمنة. هناك طرق صحية وآمنة لفقدان الوزن، مثل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام؛ لأنه لا يوجد أي فوائد مثبتة لتناول بيض الدودة الشريطية، بينما المخاطر الصحية كبيرة جدًا.
يعود تاريخ تناول الديدان الشريطية عمدًا لإنقاص الوزن إلى العصر الفيكتوري، مع الإعلانات من ذلك الوقت عن حبوب تحتوي على بيض دودة شريطية "معقم" و"سهل البلع" و"لا يسبب أي آثار سيئة".
مع ذلك، لم تكن قواعد الإعلان ترقى إلى المعايير الحديثة في القرن التاسع عشر.
واختلف بعض المؤرخين حول ما إذا كانت المنتجات تحتوي بالفعل على بيض الدودة الشريطية أم أنها كانت مجرد حالة من التسويق الذكي، بحسب تقرير "الديلي ميل".
ويُعتقد أن نحو 2.5 مليون شخص يصابون بالدودة الشريطية سنوياً عن طريق تناول أغذية ملوثة من دون قصد، وغالباً ما يكون ذلك في المناطق الأكثر فقراً في آسيا وأميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية.