تكريماً لاسم وقيمة وإرث الشاعر الإماراتي الراحل سلطان بن علي العويس (1925 - 2000)، أصدر مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مسكوكة تذكارية من الفضة بمناسبة مئوية الشاعر الراحل.
ويأتي إصدار المسكوكة التذكارية، في ظل احتفالات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بالشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، الذي يعد أحد أبرز الأصوات الشعرية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، والذي ارتبط اسمه بجائزة "سلطان بن علي العويس الثقافية" التي كرمت عشرات الكتاب والمبدعين العرب منذ تأسيسها في العام 1987 وحتى اليوم.
تفاصيل مسكوكة الشاعر سلطان العويس
يتضمن الوجه الأمامي للمسكوكة الفضية، نصاً شعرياً من أشعار الراحل سلطان بن علي العويس، هو: وطني دمي ينساب بين جوانحي.. فكأنه والروح في سواء، أما الوجه الخلفي للمسكوكة، فيتضمن رسماً لصورة المؤسس سلطان بن علي العويس، والعبارات التالية: مصرف الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى عبارة "مئوية سلطان بن علي العويس" باللغة العربية، والأعوام 1925-2025، والقيمة الاسمية للمسكوكة.
وتبلغ زنة كل مسكوكة فضية 60 غراماً، وبقيمة اسمية تبلغ 100 درهم، حيث تم إصدار ألف قطعة، سُلمت بالكامل إلى مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وستكون متاحة للبيع في مقرها الرئيسي فقط.
"اليونسكو" تعتمد 2015 عاماً ثقافياً للاحتفال بالشاعر سلطان العويس
كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، اعتمدت في شهر نوفمبر 2023، عام 2025 للاحتفال بالذكرى المئة لمولد الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس المولود عام 1925 ميلادية، وجاء هذا الاعتماد بعد الاطلاع على ملف الشاعر الراحل الذي طرحته اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، في الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. وتعد هذه المبادرة إحدى أبرز مبادرات "اليونسكو" للاحتفال برموز الثقافة الأصيلة حول العالم في شتى مجالات الفكر والمعرفة والعلوم.
من هو سلطان بن علي العويس؟
ولد سلطان بن علي بن عبد الله العويس في بلدة الحيرة بإمارة الشارقة عام 1925، وفيها تلقى تعليمه الأولي، وكانت عائلته من تجار اللؤلؤ، فقد كان والده من تجار اللؤلؤ المهرة (الطواشين)، فمارس سلطان التجارة مع والده، وإلى جانب تجارة اللؤلؤ، عمل بأعمال أخرى متعددة، وتنقل ما بين الهند والإمارات.
بدأ سلطان كتابة الشعر منذ عام 1947، ونشرت أول قصيدة له عام 1970 في مجلة الورود البيروتية. ويعد الشاعر الراحل مقلاً في شعره، رغم أنه بدأ بنظمه في مقتبل العمر، كما يعتبر في مقدمة الشعراء بدولة الإمارات وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل في الخليج العربي.
ويلامس الإنتاج الشعري لسلطان العويس أوتار قلوب الناس على اختلاف مشاربهم، حيث إنه صادق في ترجمة عمق الذات دون تكلف، صدر له ديوان شعري بعنوان "مرايا الخليج" في بيروت عام 1985، وله ديوان جُمع فيه معظم أشعاره بعنوان "ديوان سلطان العويس المجموعة الكاملة 1993"، وتم تصنيفه حسب الدراسات الأكاديمية أنه من الجيل الثاني لشعراء الحيرة، التي كانت تضم إلى جانبه، كل من: الشاعر الشيخ صقر القاسمي (1924 - 1994)، والشاعر خلفان بن مصبح (1923 - 1946).
وتناول شعره العديد من النقاد والدارسين وكتبوا عنه، وجُمعت هذه الدراسات في كتاب أصدره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعنوان "سلطان العويس تاجر استهواه الشعر". واعتزازاً بالأدباء والمفكرين والعلماء العرب، وترسيخاً للأمل المعقود عليهم، وتعظيماً لشأنهم وتكريماً وتشجيعاً لهم للمضي قدماً في سبيل العمل الجاد والهادف للنهوض الفكري بالأمة العربية، قرر الشاعر الراحل عام 1987، تأسيس جائزة تحمل اسمه، وتكون لها استقلالية لتكريم الأدباء والمفكرين العرب، فكانت "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية".
