تتواصل فعاليات النسخة الافتتاحية من مهرجان "ضيّ دبي" الفني حتى مساء الأحد، 4 فبراير الجاري، والذي تنظمه مدينة إكسبو دبي بالشراكة مع مؤسسة AGB Creative ودعم هيئة الثقافة والفنون في دبي وتلقي من خلاله الضوء على المواهب الإبداعية الإماراتية من خلال برنامج حافل بالعروض الضوئية الآسرة والتركيبات الفنّية المبتكرة والحوارات القيّمة إضافة إلى ورش العمل التطبيقية.
"أخوات الصحراء" من أبرز فعاليات المهرجان، العرض الضوئي المذهل، الذي حوّل قبّة ساحة الوصل الشهيرة إلى لوحة فنّية غامرة ونابضة بالحياة.
وتمثل هذه الفعالية تحيّة تقدير لأعمال الفنانة الإماراتية الراحلة ظبية جمعة لملح التي كانت نموذجاً للعزيمة والإصرار، إذ تحدّت حالة صحية أفقدتها الحركة والنطق لتتواصل مع العالم الخارجي بخطوط ونقاط خاطبت بها قلوب الناس وعقولهم حتى أصبحت لغتها الخاصة، فاختارت بذلك الفنّ كوسيلة للتعبير عن أفكارها ومشاعرها الداخلية وروت قصتها وذكرياتها عن بحر وصحراء دبي عبر أكثر من 200 عمل أبهرت العالم.
والجدير بالذكر أن الفنانة ظبية جمعة لملح هي والدة الفنان الإماراتي المعروف مطر بن لاحج، الذي يشارك أيضاً في مهرجان ضيّ دبي الفني من خلال تحفته الفنية "حركة السكون".
وتشارك في "أخوات الصحراء" أيضاً فنّانات مبدعات من مناطق صحراوية أخرى حول العالم، مثل الأسترالية ريني كوليتجا والجنوب أفريقية د. إستر مالانغو.
وعلقت الفنانة ريني كوليتجا على مشاركتها بالقول: يسرني جداً المشاركة في الدورة الأولى من هذا المهرجان الذي يجمعني بفنانات من مناطق صحراوية أخرى، ويسعدني أن أعرض قصتي ليستمتع الناس والزوار بفني الذي أسلط من خلاله الضوء على فن "التجوكوبا" أو رواية القصص في أستراليا.
والعرض الضوئي البالغ مدّته خمس دقائق يشمل أربعة أعمال، بدءاً من ليلة مضاءة بالنجوم وعاصفة رملية تجسيداً لعمل ظبية الأول، ثم عملي كوليتجا ومالانغو قبل الختام بعمل آخر لظبية.
وتم تصميم العرض الفني ليجعل الزائر يشعر وكأنه يقف في قلب إناء من الرمل، حيث تمتلئ الجدران الداخلية للقبّة من الكوّة إلى الأسفل مع بروز الرمال وتحوّلها إلى ألوان نابضة، ثم يملأ صوت الحبيبات المتطايرة أجواء الساحة. وتظهر الانعكاسات الضوئية المؤثرة كذلك توقيع ظبية جمعة لملح المميز، "الله كريم".
وتعرض أعمال الفنّانات على سطح مداره 360 درجة بدقة عالية ومؤثرات صوتية باهرة، وتجسّد قوة الروابط التي توحد العالم وأهمية الفن في مد جسور التواصل بين الأفراد والثقافات المختلفة. كما تجسّد أيضاً روح التنوّع الثقافي والتعاون الدولي التي تتمتع بها دبي، والتي كانت دائماً العنصر الأساسي في نسيج دبي ونجاحها وتطورها. وتمثل أيضاً رسالة إلى الأجيال القادمة يتم توصيلها من خلال اللغة المشتركة للفن والجمال والأمل.