شهدت النسخة التاسعة من قمة المعرفة في دبي مناقشات مكثفة حول التحولات الجذرية التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في العالم الرقمي، حيث ألقى والتر بسكواريلي، مستشار وباحث في سياسات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الضوء على التحولات العميقة التي أحدثتها هذه التقنية في مجال المعرفة وإدارة المحتوى.
أوضح بسكواريلي أن الذكاء الاصطناعي أصبح لاعباً رئيسياً في عالم المعرفة، إذ بات تسهيل الوصول إلى المعلومات وتحليلها يتم بسرعة ودقة غير مسبوقتين. وأكد أن ما شهده العالم منذ عام 2022 من نمو هائل في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي استقطب أكثر من 100 مليون مستخدم في غضون أشهر قليلة، يمثل نقطة تحول ضخمة في كيفية إدارة وتقديم المحتوى الرقمي.
وتوقع بسكواريلي أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى إنتاج حوالي 90% من المحتوى الرقمي العالمي بحلول عام 2030، محذراً في الوقت نفسه من تحديات مثل التزييف العميق (Deepfake)، الذي قد يخلق ارتباكاً اجتماعياً ويصعّب التفريق بين الحقيقة والزيف.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُغير فقط طبيعة المحتوى الرقمي، بل يغيّر أيضاً مفهوم الحقيقة، مما يجعل التحقق من المعلومات أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، والتدريب، والاستثمار تعد مذهلة، حيث يتيح الوصول إلى أدوات تسهم في رفع كفاءة استخدام الموارد وتحسين الإنتاجية.
بحلول العقد القادم، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيصبح القوة المسيطرة على المحتوى الرقمي، ليعيد تشكيل طريقة إنتاجنا واستهلاكنا للمعرفة بشكل جذري.