دائماً ما تكون البدايات مشحونة بالحماسة، والخطط الجديدة وحتى تلك المؤجلة، ولعل التغيير الإيجابي المقترن برأس السنة أصبح من الطقوس المحببة التي يقبل عليها عدد لا بأس به من البشر، ولهذا السبب اخترنا لكم كتاب "قاعدة الثواني الخمس" للمؤلفة ميل روبنز، الذي يعتبر من أكثر الكتب فاعلية في إحداث الفرق بالقدرة السريعة على التغيير.
"قاعدة الخمس ثوان ببساطة، هي أن تعد عكسياً من خمسة إلى واحد عند شعورك بالقلق أو الإضطراب أو الحيرة تجاه أمرٍ ما، ومن ثم تتخذ قرارك الذي تميل إليه فوراً، تسمح لك قاعدة الخمس ثوان بتحفيز عقلك والحد من الاضطراب والتردد في اتخاذ قرار ما.
ببساطة يقوم الكتاب حسب تجربة الكاتبة مدربة التنمية البشرية ميل روبنز، على هذه القاعدة البسيطة التي تعتبر من أكثر التقنيات النفسية العملية المثيرة للإعجاب، والتي يمكن القول إنها كفيلة بإحداث الفرق كحل سحري للكثير من المواجهات اليومية المتكررة، مع القلق، المخاوف، التردد، الكسل، وغيرها من المشاكل السلوكية التي تمنعنا من الوصول إلى أهدافنا.
تشرح ميل في كتابها قصة وصولها إلى هذه القاعدة السحرية، موضحة أنها كانت تمر بظروف صعبة ومحبطة، وتعاني من مشاكل واضطرابات النوم، وصادف أنها كانت تشاهد عرضاً لإطلاق صاروخ إلى الفضاء ليلاً قبل أن تنام، وعلق بذهنها مشهد العد التنازلي قبل إطلاق الصاروخ، فكانت تجربتها الأولى صباح اليوم التالي، لتستحضر مشهد إطلاق الصاروخ وتعيد العد التنازلي، نجاح الأمر المرة تلو الأخرى هو الذي أحدث فرقاً في حياة الكاتبة، وانعكس هذا على حياة الكثير من القرّاء الذين أحبوا تلك التقنية الذهنية التي على الرغم من بساطتها، إلا أنها كانت قادرة على إحداث الفرق في حياة الكثير من العالقين في دوامة التأجيل، والتخلي عن المواجهة. الممتع بالأمر أنه يمكنك تجربته والحصول على النتائج في الحال، غير أن الكتاب يشرح لك أيضاً آلية عمل "قاعدة الخمس ثوان" التي كانت أشبه بثورة أطلقتها ميل بحماسة، لتكشف حيل الدماغ وطريقة عمله، وتباغته قبل أن يوقعنا في فخ التفكير والتردد.
الهرب من التفكير هو النصيحة العظمى التي تقدمها الكاتبة في هذا الكتاب، والتي يمكن أن توظفها في الكثير من المواقف في حياتك، لتساعدك في تحقيق قائمة الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها في هذا العام، وتقول: لقد كنت أحاول القيام بتغيير حياتي، لكنني لم أكن أعلم كيف أقوم بذلك حتى وجدت طريقتي الخاصة، وهي قاعدة الخمس ثوان. إنك لا تستطيع أن تتحكم في مشاعرك، ولكنك بالطبع تستطيع أن تتحكم في أفعالك؛ ما يعني أن الأمر دائما بيديك. وإذا كنت تريد تحقيق هدف ما، فكل ما يجب عليك فعله هو أن تتحرك فوراً، ولا تدع عقلك يفكر حينها فقط، وإلا لن تتحرك من مكانك.