فنان المعايير المرتفعة والأرقام الصعبة ثائر هلال، فنان تشكيلي استطاع أن يخط لنفسه نهجًا خاصًّا في عالم التجريد، مضيفًا علامات فارقة على سلم المفاجأة، معرضًا تلو الآخر، خارجًا بحدود لوحته الممتدة إلى اللامألوف، واللامتوقع، واللامنتظر، يشارك "فوشيا" بهذا اللقاء كواليس مرسمه في الشارقة وحكايات تدور في فلك اللوحة.
أشار هلال بداية إلى أن هذا المرسم الذي احتضن جزءًا كبيرًا من تجربته الفنية، له مكانة خاصة، وقال: أعتز بهذا المكان الذي يعود إلى المؤسسات الحكومية في قلب الشارقة، تحديدًا في المنطقة التاريخية، تلك الإمارة التي عشت فيها نصف حياتي، وتابعت الحراك الفني التشكيلي المهم فيها.
وأكمل: "البداية كانت متواضعة، كنت أرسم من بيتي، ثم انتقلت إلى مكان آخر، ومنه إلى مكان أكبر إلى أن استقريت في هذا الأستديو الواسع الذي ساعدني لأنجز أعمالي الكبيرة بكل أريحية، فالمكان يلعب دوراً كبيراً في احتضان خيال الفنان وتطلعاته في العمل الفني، لكن يبقى المكان الأكثر التصاقاً بوجداني هو غرفتي في بيت أهلي، هناك حيث كانت البداية".
وعن ولعه بالأحجام الكبيرة بلوحاته، قال: "أعتقد أن الأمر يتعلق بالرغبة الشخصية باللعب على المساحات الكبيرة، وإخراج الطاقة التعبيرية في اللوحة، وهو نوع من السيطرة والأداء الجسدي والذهني والعقلي".
وبالحديث عن مواضيع أعماله التي ارتبطت دائمًا بالأحداث العالمية الراهنة، علق: "نحن لم نعد معزولين عن أي حدث في العالم، فنحن نتابع ونتعاطف ونحلل ونجتهد أن يكون لنا صوت".
وعن مشاريعه الحالية التي تشغل جدران وأرضيات المرسم، أوضح: "المرسم دائماً فيه حياة، هكذا يجب أن يكون، فأحياناً أقصد المرسم لإنجاز عمل محدد، وأحياناً يكون هناك تلقائية فألاحق الفكرة في نشأتها وتطورها واحتمالاتها ونضجها".
وأخيرًا، أشار هلال إلى الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في تسليط الضوء على عالم الفنان التشكيلي، وكواليس هذا العالم لتكون أقرب إلى المجتمع، مشيرا إلى أن هذه الفجوة لا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تغطيها، فهي لا تتسع لأكثر من مساحة استعراض، ولا يمكنها أن تعوض دور الإعلام في خلق النقاش الذي يعكس عوالم الفنان ويقرّبه إلى المُشاهد والمهتم بالتعرف على هذا العالم.