زاوية "ماذا تقرأ؟"، نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكُتّاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تُلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصاً عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية، إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
تكشف المؤثرة الأردنية هبة بريوش اهتماماتها في عالم القراءة، موضحة أنها تفضل اختيار المواضيع التي تسهم في تطوير شخصيتها، وتنعكس عليها إيجاباً، كما تزيد معارفها.
وتبين هبة بريوش في حديثها مع موقع "فوشيا" رؤيتها لعالم القراءة واهتماماتها، وتفسر تفضيلها الكتاب الورقي على الإلكتروني.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
بدأت رحلتي مع القراءة منذ عام 2019، وتحديدًا في بداية العشرينيات من عمري، وهي الفترة التي يشعر فيها الإنسان بحاجة ملحّة إلى تطوير ذاته والبحث عن أدوات تثري شخصيته. وكانت البداية مع قراءتي لقصص النجاح، التي جعلتني أستوعب أن كل إنسان ناجح، بدأ رحلته من خلال القراءة، فهي ليست مجرد هواية، بل وسيلة حقيقية لاستثمار الوقت وإعادة تشكيل الفكر والوجدان.
ماذا تقرئين اليوم؟
للقراءة عندي طقوس مميزة ومختلفة، فأنا لا أكتفي بقراءة كتاب واحد، بل أميل إلى تنويع قراءاتي، بحيث انخرط في قراءة أكثر من كتاب في الوقت ذاته، وفي مواضيع مختلفة، وحالياً أقرأ الكتب التالية: "محاط بالنعم ولكنني أغفل" للكاتبة فاطمة الزهار إبراهيم، و"رسائل من الصحابة" للكاتب أدهم شرقاوي، و"وهكذا تتعافى عندما تكون مستعدًا" للكاتبة بريانا ويست.
ما الذي تتناوله هذه الكتب؟
كتاب "محاط بالنعم ولكنني أغفل" للكاتبة فاطمة الزهار إبراهيم يعلّمنا كيف ننظر إلى النعم التي تحيط بنا، التي قد تكون صغيرة لكنها عظيمة، وفي ظل تسارع أيامنا، قد نغفل عن تقدير نعم مثل الصحة، والهدوء، والأمل، حتى الحزن والضعف هما نعمتان بطرقهما الخاصة، وهو ما يلفت انتباهنا إليه الكتاب.
أما كتاب "رسائل من الصحابة" للكاتب أدهم شرقاوي فيروي قصصاً بسيطة وحكماً من حياة الصحابة، تحمل في طياتها دروساً عميقة يمكن الاستفادة منها في الحياة اليومية، في حين يقدم كتاب "وهكذا تتعافى عندما تكون مستعدًا" للكاتبة بريانا ويست نصائح مهمة ومُلهمة تساعد الإنسان على التعافي والنمو الشخصي بطريقة هادئة وعملية.
لماذا اخترتِ هذه الكتب لقراءتها؟
القراءة ليست مجرد هواية عابرة، بل هي وسيلة جوهرية لبناء الذات وتعزيز الوعي، ولأن كل كتاب يحمل فكرة أو رسالة بإمكانها أن تغيّر نظرتنا للحياة.
من كاتبك المفضل؟
رغم شغفي بالقراءة، لا أضع اسم الكاتب كأولوية عند اختياري للكتب، بل أركز على الموضوعات التي تطرحها. ومع ذلك، أنا معجبة جداً بأعمال الكاتب أدهم شرقاوي، وأجد أنها سلسة وسهلة القراءة، وممتعة، وتحمل عبراً وحكماً يستفيد منها القارئ في حياته.
متى تقرئين؟
عندما أجد الوقت مناسباً وملائماً، وغالباً عندما أكون وحدي في المنزل.
أين تحبين القراءة؟
أفضل القراءة في المنزل، خاصة في فترة قبل النوم، إذ أخصص لها دائمًا من 10 إلى 15 دقيقة. هذا الوقت القصير يكون كافياً لفصل ذهني عن ضغوط اليوم وإعادة شحن نفسي.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
الكتب التي تؤثر في الشخصية، فأنا شغوفة بالكتب التي تحمل قيمة عملية ومعرفية للإنسان، وتساعده على تطوير شخصيته ونفسيته. كما أميل إلى الكتب التي تقدم معلومات وأفكارًا يمكنني تطبيقها في حياتي. أما الروايات، فلا تستهويني كثيراً، فقصص الحب والزواج وقصص الأفراد بشكل عام لا أجد فيها ما يفيدني على الصعيد الشخصي.
بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأحب أو الأقرب إليكِ؟
بالتأكيد الكتب الورقية، أحب أن أشعر بالكتاب بين يدي، أن ألمس أوراقه وأشم رائحتها. القراءة الورقية بالنسبة لي تجربة حسية شاملة، بعكس الكتب الإلكترونية التي تفتقد هذا الشعور، كما أحرص أثناء القراءة على الابتعاد تمامًا عن أي أجهزة إلكترونية للتركيز الكامل في الكتاب.
