في قلب محافظة أحد رفيدة، وبين أروقة بيت الثقافة، تتجلى صفحات من تاريخ منطقة عسير، حيث تحتضن هذه المحافظة السعودية معرضًا فريدًا من نوعه، تُعرض فيه للمرة الأولى مجموعة نادرة من المخطوطات والمسكوكات والوثائق والصور التي تسرد قصة منطقة عسير عبر العصور.
معرض يروي حكاية عسير
في مشهد يُعيد الزائرين إلى عصور مضت، افتُتح "معرض مخطوطات عسير" تحت رعاية هيئة تطوير منطقة عسير، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ومركز تاريخ منطقة عسير، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ليقدم للزوار تجربة غنية تجمع بين العلم والتاريخ والثقافة. هذا المعرض ليس مجرد عرض لمقتنيات قديمة، بل هو نافذة تفتح على ماضي عسير الغني بالتنوع الثقافي والتراثي.
أهداف المعرض: بين الماضي والحاضر
لا يقتصر المعرض على عرض المخطوطات والوثائق التاريخية فقط؛ بل إنه يسعى لتعزيز الوعي بثقافة وتراث منطقة عسير، وإبراز مساهمة الهيئات الثقافية في حفظ هذا التراث للأجيال القادمة.
كما يعكس التزام هيئة المكتبات بتحويل المكتبات العامة إلى منصات ثقافية حديثة، تُسهم في تحقيق رؤية عسير الإستراتيجية وتطوير السياحة الثقافية في المنطقة.
ما وراء المخطوطات: برنامج ثقافي غني
يترافق المعرض مع برنامج ثقافي شامل، يضم محاضرات وجلسات حوارية وورش عمل متخصصة. إحدى الورش المهمة تتعلق بترميم المخطوطات القديمة، وهي فرصة نادرة للمهتمين بالتعرف على فنون الترميم وصون الوثائق التاريخية.
كما تُعقد جلسات لتوثيق الروايات الشفهية، وهي عنصر أساس في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي للمنطقة.
إبداع محلي في معرض تشكيلي
جنبًا إلى جنب مع التراث التاريخي، يحتفي المعرض أيضًا بالإبداع المحلي من خلال معرض تشكيلي يُبرز أعمال فنانين من أبناء محافظة أحد رفيدة. تُعرض في هذا القسم من المعرض لوحات فنية تُجسد رؤية الفنانين للتراث الثقافي والطبيعة الخلابة في عسير، مما يضيف بعدًا فنيًا وجماليًا إلى التجربة الثقافية للزوار.
تحفة بصرية وتاريخية: صور تُعرض لأول مرة
ومن بين الكنوز التي يعرضها المعرض، مجموعة من الصور القديمة لمنطقة عسير، تُعرض بعضها لأول مرة. هذه الصور ليست مجرد لقطات فوتوغرافية، بل هي وثائق بصرية توثق لحظات من حياة الناس والمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية التقليدية، ما يوفر للزوار فرصة للتعمق في فهم تاريخ المنطقة من خلال عدسة الزمن.
رحلة عبر الزمن تستمر 20 يومًا
المعرض مفتوح لمدة 20 يومًا، حيث يُتيح للزوار فرصة استكشاف العملات النقدية التاريخية التي كانت متداولة في عسير، إضافة إلى الاطلاع على المخطوطات والوثائق التي تروي فصولًا من تاريخ المنطقة. هذه التجربة الفريدة تُشكل جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، وتقدم للزائرين رحلة معرفية تُثري فهمهم لتاريخ وثقافة عسير.
