كريم العراقي

في ذكرى وفاته الأولى.. قصائد كريم العراقي ما زالت تداعب خيالات العشاق

مشاهير
محمود الخطيب
1 سبتمبر 2024,7:19 ص

تحل اليوم الأحد 1 سبتمبر، الذكرى الأولى لوفاة الشاعر الغنائي الشهير كريم العراقي، الذي توفي العام الماضي في مستشفى "كليفلاند" أبو ظبي، عن 68 عاماً، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بمرض السرطان.

 

ويعدّ كريم العراقي من أشهر شعراء الأغنية الشعبية في العالم العربي، فضلاً عن نظمه للقصائد بالفصحى والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات والروايات للأطفال، كما عمل صحافياً في مجلات عراقية وعربية عدة، وارتبط اسمه برفيق دربه الفنان كاظم الساهر، إذ غنى الأخير من كلماته أكثر من مائة أغنية. وكتب له الشاعر السوري نزار قباني: "ابق مزروعاً يا كريم على شفتي كاظم الساهر. واكتب لنا دائماً أحاسيسنا وأحلامنا بأسلوبك الطفولي الجميل".

 

 

كاظم الساهر وثق أشعار كريم العراقي في ألبوماته بفخر

 

وكانت آخر أعمال العراقي الشعرية، ظهرت للنور في ألبوم كاظم الساهر الأخير "مع الحب"، إذ حوى ثلاث قصائد هي: "يا وفية" و"لا تظلميه"، و"الليل والشباك"، كما ينتظر أن يقدم الساهر في ألبوماته المقبلة قصائد فصحى وأغان شعبية من نظم العراقي.

 

 

أخبار ذات صلة

"القيصر" يُوقف الغناء ليستذكر رفيقه كريم العراقي

 

 

 

حصل كريم العراقي على جائزتي "اليونسيف" و"فيصل العالمية"

 

وغنى من كلمات العراقي، مجموعة من أشهر المغنين العراقيين والعرب، مثل: وديع الصافي، ورياض أحمد، وصلاح عبد الغفور، وفاضل عواد، وحسين نعمة، وفضل شاكر، ونجاح سلام، وصابر الرباعي، وحاتم العراقي، وماجد المهندس، ولطيفة التونسية، وعاصي الحلاني، وعمر العبداللات، وهاني شاكر، وأصالة نصري، وحسين الجسمي، وديانا حداد. كما لحن من كلماته الموسيقار المصري بليغ حمدي أربع أغنيات، قدمها الفنان سعدون جابر، وهي: "لا رايد مراسيل"، و"أريدك"، و"رضا والله رضا"، و"مشوارك حبيبي".

 

وحصل العراقي خلال مشواره على جائزة الملك فيصل العالمية عام 2019، كما حصل من منظمة يونيسف عام 1997 على جائزة أفضل أغنية إنسانية، عن قصيدة "تذكر" التي قدمها الساهر، راوياً معاناة أطفال العراق بسبب الحصار، وما زالت قصائده العاطفية والغزلية والوطنية، إلى اليوم، تداعب خيالات العشاق.

 

 

 

كاظم الساهر صوت قصائد كريم العراقي


وقال العراقي في تصريحات صحافية عن ارتباطه الوثيق بالساهر فنياً: "أنجز الساهر لي بصوته وألحانه خلال أكثر من ثلاثين عاماً أكثر من 100 أغنية، حتى صار صوت قصائدي، فعلاقتنا تتعدى علاقة شاعر بملحن ومطرب، نحن رفاق رحلة واحدة، وإذا أردت أن أسترجع نجاحاتي معه، فلا بد أن أتوقف عند قصيدة (كثر الحديث) التي قدمها عام 1994، والتي شكلت انقلاباً في وقتها في طريقة وأسلوب الغناء للوطن غزلاً، فأكثر ما يستطيعه الإنسان أن يفدي بلده بروحه ودمه، ورغم أن البعض وصفوا وضع اسمينا في القصيدة بغرور مني، ومن كاظم في البداية، لكن مع انتشار الأغنية ووضوح فكرتها أدرك من انتقدها أن الإنسان يضحي بنفسه في سبيل بلده وهو الشيء الأعز عليه. وهو أيضاً ما كان في قصيدة (تذكر كلما صليت ليلاً) التي كتبتها من واقع أطفال العراق الذين كانوا يعانون الجوع والبرد والفقر أثناء الحصار الأميركي على العراق في تسعينيات القرن الماضي، وعندما غناها الساهر، تحركت قوافل المساعدات الغذائية والطبية من مختلف دول العالم".

 

 

 

 

 

 

ضفاف كريم العراقي تتحدث عن والدها الشاعر الراحل

 

وكانت الفنانة التشكيلية والإعلامية العراقية، ضفاف كريم العراقي، حلت ضيفة على موقع "فوشيا"، راوية ذكرياتها الأخيرة مع والدها، وأكدت أنه عندما اشتد على والدها المرض، كان يضحك ويمازح من حوله، وقالت: في آخر أيامه شاهدنا فيلمًا معًا، إذ كان يحب الفنانة شادية، وقتها فتحت التلفزيون فوجدتهم يعرضون فيلماً لها، فشاهدناه معاً وتحدثنا بعدها، وقبلها في عيد ميلادي قضينا يوماً جميلاً برفقة بعضنا والتقطنا الصور، كان صبوراً جداً، وحاول أن يعيش بشكل طبيعي حتى النهاية، رغم أنه كان قليل الكلام، فإنه كان يحاول أن نتشارك اللحظة.

 

وأضافت: والدي ما زال حاضراً في الكثير من التفاصيل والمواقف والأشخاص، أتذكر دائماً ماذا قال بشأنها، أو أتساءل ماذا كان ليقول؟ ليست مجرد ذكريات، بل هي مستمرة وموجودة.

 

وعن الأصدقاء الذين حرصوا على البقاء على تواصل مع كريم في أيامه الأخيرة، قالت ضفاف: كثيرون هم الأصدقاء والأقارب الذين بقوا على تواصل معه في فترة مرضه هاتفياً، حيث كانت الزيارة صعبة، وهو كان من الصعب عليه أن يستقبل أحداً، وحتى الحديث كان صعباً عليه في أيامه الأخيرة، لكنهم بقوا على تواصل حتى بعد وفاته، إّذ تلقيت الكثير من الكلمات الطيبة والمحبة، من أشخاص لا أعرفهم حتى، وتمنيت لو أنه يرى هذه المشاعر الجميلة التي تركها، والصدق الذي بقي له في قلوب الناس.

 

 

 

وصية كريم العراقي وأشعاره و"حلم جلجامش"

 

عن الوصية التي تركها الشاعر كريم العراقي بخصوص أعماله، أكدت ضفاف أن والدها لم يترك أيّ وصية بخصوص أعماله، أو ما يتعلق بحقوق النشر، وقالت: ليست هناك وصية، لكنه كان يثق بي دائماً فيما يتعلق بأعماله، وكان يحتفظ بالمسودات عندي، حتى تلك التي لم تكتمل بعد، لهذا شعرت أنها وصية غير مباشرة.

 

وعن علاقة الشاعر الراحل الممتدة بأعماله، ورغبته في الرجوع إليها وتعديلها وإن بعد زمن، قالت: أعتقد أن علاقة أبي بقصائده تبدو وكأنه يشعر بأنه حديقة تحتضن هذه الأشجار، فيستمر بالرجوع إليها وإن بعد زمن، إذا شعر أن هناك بيتاً أو مقطعاً يمكن إضافته، لهذا تستمر أعماله بالنمو والحياة، هذا بالإضافة إلى عنصر الصدق الأهم في أعماله، والذي يجعلها تعيش في وجدان الناس.

 

أما حكاية حلم ملحمة "جلجامش" الذي رحل قبل أن تخرج للنور، بعد أن انتظرها عشرين عاماً، والتي كان يعمل عليها، ويعدّل فيها وهو على سرير المرض، كما ذكر الفنان كاظم الساهر في لقاء سابق وهو شريكه في هذا المشروع، فأوضحت ضفاف: كتبت هذه الملحمة منذ سنوات طويلة، وكان من المقرر أن تكون مسرحية، ثم ارتأوا أن تكون فيلماً، وتغير مصير هذا العمل مرات عدة على مدار عشرين عاماً، وللأسف لم يرَ النور بعد، لكن المشروع لا يزال قائماً.

 

 

قصائد كريم العراقي من غناء كاظم الساهر هي الأكثر شهرة

 

وعن ارتباط اسم كريم العراقي بصديقه كاظم الساهر، وعن حقيقة احتكار الأخير أعمال والدها، أجابت: "ربما لأن القصائد التي غناها الساهر أخذت الحيز الأكبر من الشهرة وأحبها الناس، ظن البعض أن هناك احتكارًا بينهما، لكن الحقيقة ليست كذلك، فقد تعاون والدي مع عشرات الفنانين، خاصة في البدايات، ولديه قصائد مغناة غير معروفة، ومنها ما هو قريب إلى قلبي؛ لأنني أتذكر الظروف التي كتبت فيها، خاصة وأنه كتبها في بيت العائلة، وارتبطت بقصص معينة، لهذا عندما أسمعها أستحضر كل تلك الذكريات.

 

 

أخبار ذات صلة

ضفاف كريم العراقي: كاظم الساهر أبدع في تقديم حكاية والدي

google-banner
foochia-logo