يصادف اليوم 25 يناير/كانون الثاني ذكرى ميلاد المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما، الذي ترك إرثًا سينمائيًا ضخمًا وأفلامًا أثارت الجدل، وحققت شهرة واسعة في أنحاء العالم.
وُلد يوسف شاهين في الإسكندرية عام 1926، وبدأ مسيرته السينمائية عام 1950، ليقدم أول أفلامه "بابا أمين" وهو في سن الـ24.
قدم شاهين العديد من الأفلام التي تطرقت إلى قضايا اجتماعية ووطنية ودينية، كما عرف باختيار موسيقى وأغانٍ بعناية في أفلامه مثل "العصفور" (1973) و"المهاجر" (1994). وقد اكتشف الممثل عمر الشريف، وشارك مع العديد من الفنانين العرب.
قدّم يوسف شاهين سلسلة من الأفلام التي تمثل سيرته الذاتية، بدءًا من "إسكندرية... ليه؟" عام 1978 وصولاً إلى "إسكندرية – نيويورك" عام 2004، حيث كانت هذه الأفلام بمثابة مرآة لحياته ومواقفه السياسية والاجتماعية.
كانت الموسيقى جزءًا أساسيًا في أفلام يوسف شاهين، حيث تعاون مع مطربين كبار مثل فريد الأطرش في "أنت حبيبي" (1957) وفيروز في "بياع الخواتم" (1965)، بالإضافة إلى ظهور محمد منير في فيلم "حدوتة مصرية" (1982).
عرف يوسف شاهين بمواقفه السياسية الجريئة ضد الرقابة والسلطات، حيث كانت أفلامه تعكس انتقادًا للفساد والظروف السياسية، مثلما حدث في "العصفور" (1973) الذي تناول هزيمة مصر في حرب 1967، إضافة إلى معارضته للنظام السياسي والحركات الإسلامية في مصر.
حصل يوسف شاهين على العديد من الجوائز الكبرى، أبرزها التانيت الذهبية من مهرجان أيام قرطاج السينمائية عام 1970، والدب الفضي من مهرجان برلين عن فيلم "إسكندرية... ليه؟" عام 1979، وكذلك جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان عن فيلم "المصير" عام 1997.
ترك يوسف شاهين حوالي 37 فيلمًا طويلًا، إلى جانب أفلام قصيرة. أبرز أعماله تشمل "صراع في الوادي"، "باب الحديد"، و"إسكندرية... ليه؟"، حيث كانت أفلامه شاهدة على تحولات مصر السياسية والاجتماعية.
توفي يوسف شاهين في 27 يوليو/تموز 2008 بعد معاناة من نزيف في المخ، عن عمر يناهز 82 عامًا.
وقد دفن في مسقط رأسه بالإسكندرية، وتُعد أفلامه إحدى العلامات المضيئة في تاريخ السينما، ويظل شاهين محفورًا في ذاكرة الجمهور والسينمائيين على حد سواء.