التوحد.. أعراضه وطرق علاجه

أرشيف فوشيا
لين محمد
2 أبريل 2024,7:42 ص

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، أن طفلا من كل 100 طفل، يعد مصابا بمرض التوحد حول العالم؛ إذ يؤثر المرض على كل شخص بطريقة مختلفة، فالمصابون بالمرض لديهم نقاط ضعف كما لديهم نقاط قوة، وجميعهم يحتاجون إلى علاج ومتابعة مستمرة.

ويحتفي العالم اليوم الثلاثاء 2 ابريل، باليوم العالمي للتوعيه بمرض التوحد، حيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007، على اعتماد تاريخ الثاني من شهر ابريل من كل عام، يوماً عالمياً للتوعية بالمرض، بهدف التأكيد وتعزيز وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم، على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين.

أخبار ذات صلة

زينة مكي: أحببت شابًّا من طيف التوحد

ما مرض التوحد؟

التوحد هو اضطراب نمائي مرتبط بنمو الدماغ، وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب التوحد من مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وسلوكيات أو اهتمامات مقيدة أو متكررة.

تشخيص مرض التوحد

قد يكون تشخيص التوحد صعبًا للغاية؛ لأنه لا يوجد اختبار طبي، مثل فحص الدم، حيث يقتصر الأمر على دراسة الأطباء تاريخ نمو الطفل وسلوكه لإجراء التشخيص.

وقد يتم الكشف عنه في بعض الأحيان عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا. وغالبًا ما يكون التشخيص الذي يقدمه خبير متخصص في هذا العمر دقيقًا ومعتمدًا عند بلوغ الطفل العامين.

ولا يتلقى الكثير من الأطفال تشخيصًا قاطعًا إلا بعد أن يكبروا بما فيه الكفاية. وهناك من لا يتم تشخيصهم إلا في مرحلة المراهقة أو البلوغ.

تؤكد الدكتورة سنثيا آر. جونسون، الأخصائية النفسية للأطفال لدى مستشفى كليفلاند كلينك، أن توقيت اكتشاف المرض يتمتع بأهمية كبيرة إذ يزيد التدخل المبكر من إمكانية تحقيق نتائج أفضل، ولذلك يجب على جميع الأهالي التنبّه للمؤشرات الأولية للمرض.

ولفتت الدكتورة جونسون إلى أن اضطراب طيف التوحد يشمل عنصرين أساسيين يمكن تحديدهما في مراحل الطفولة الأولى، العنصر الأول يتضمن صعوبات في التواصل الاجتماعي، مثل عدم القدرة على التواصل بالعيون أو استعمال الإيماءات كالإشارة أو التلويح باليد. أما العنصر الثاني فيتعلق بتكرار بعض الأفعال أو السلوكيات المحدودة.



أعراض اضطراب طيف التوحد

يمكن أن تشكل مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي تحديًا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهنا نعرض بعض الأعراض:

- يتجنب الاتصال بالعين.

- بعمر الـ9 شهور، لا يستجيب حين مناداته باسمه، ولا يظهر أيَّ تعابير للوجه مثل السعادة والحزن والغضب.

- بعمر الـ12 شهرًا، لا يلعب ألعابًا تفاعلية بسيطة.

- بعمر الـ12 شهرًا، قد لا يستجيب الطفل بإيماءات بسيطة أو قد لا يبدي أي تفاعل، مثل عدم التلويح للتوديع.

- بعمر الـ15 شهرًا، لا يشارك اهتماماته مع الآخرين، كأن لا يشارك أو يريك لعبته المفضلة.

- بعمر الـ18 شهرًا، لا يقوم بالإشارة إلى الأشياء التي تجذب انتباهه.

- بعمر الـ24 شهرًا، لا يلاحظ عندما يتأذى الآخرون أو يشعرون بالانزعاج.

- بحلول سن الـ3 سنوات، لا يظهر الطفل اهتماماً بملاحظة الأطفال الآخرين أو الانخراط معهم في الألعاب.

- بعمر الرابعة، لا يتظاهر بأنه شيء آخر، مثل معلم أو بطل خارق.

- بعمر الـ60 شهرًا، لا يغني أو يرقص لك.



سلوكيات أو اهتمامات مقيدة أو متكررة

لدى الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد سلوكيات أو اهتمامات قد تبدو غير عادية، ويمكن أن تتضمن هذه السلوكيات ما يلي:

- يرتب الألعاب أو الأشياء الأخرى بطريقة معينة، وينزعج عندما يتغير الترتيب.

- يكرر الكلمات أو العبارات مرارًا وتكرارًا.

- يلعب بالألعاب بالطريقة نفسها في كل مرة.

- يركز على أجزاء معينة من الأشياء، كأن يركز فقط على عجلات السيارات دون سائر المركبة.

- يرفرف بيديه، أو يهز جسمه، أو يدور حول نفسه في دوائر.

- لديه ردود فعل غير عادية على الطريقة التي تبدو بها الأشياء، أو رائحتها، أو طعمها، أو شكلها، أو ملمسها.

أخبار ذات صلة

هل يعاني طفلك من التوحد؟

أعراض اخرى

معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد لديهم أعراض أخرى ذات صلة، تشمل:

- تأخر المهارات اللغوية.

- تأخر المهارات الحركية.

- تأخر المهارات المعرفية أو التعلمية.

- سلوك مفرط النشاط.

- الصرع أو اضطِرابَات صَرعيَّة.

- عادات الأكل والنوم غير المعتادة.

- مشاكل الجهاز الهضمي (مثل الإمساك).

- مزاج غير عادي أو ردود فعل عاطفية.

- القلق أو التوتر أو القلق المفرط.

- قلة الخوف أو الخوف أكثر من المتوقع.



علاج التوحد

تسعى العلاجات الحالية لاضطراب طيف التوحد (ASD)، إلى تقليل الأعراض التي تتداخل مع الأداء اليومي ونوعية الحياة، وهناك أنواع عديدة من العلاجات المتاحة. يمكن تقسيم هذه العلاجات عمومًا إلى الفئات التالية:

- السلوكية

- التنموية

- التربوية

- العلاقات الاجتماعية

- الدوائية

- النفسية

- التكميلية والبديلة

- النهج السلوكي

تركز الأساليب السلوكية على تغيير السلوكيات، من خلال فهم ما يحدث قبل السلوك وبعده. تمتلك الأساليب السلوكية أكبر الأدلة في علاج أعراض اضطراب طيف التوحد. لقد أصبحت مقبولة على نطاق واسع بين المعلمين ومتخصصي الرعاية الصحية وتستخدم في العديد من المدارس والعيادات العلاجية.

يُطلق على العلاج السلوكي الملحوظ للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد اسم تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، الذي يهتم ويعزز من السلوكيات المرغوبة ويثبط السلوكيات غير المرغوب فيها لتحسين مجموعة متنوعة من المهارات.

أخبار ذات صلة

البطانيات الثقيلة.. تعالج القلق والألم وتساعد في تهدئة أطفال التوحد

النهج التنموي

تركز الأساليب التنموية على تحسين مهارات تنموية محددة، مثل المهارات اللغوية أو المهارات البدنية، أو مجموعة واسعة من القدرات التنموية المترابطة، وغالبًا ما يتم دمج هذه الأساليب مع الأساليب السلوكية.

والعلاج التنموي الأكثر شيوعًا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد هو علاج النطق واللغة، ويساعد هذا العلاج على تحسين فهم الشخص واستخدامه للكلام واللغة، خاصة وأن بعض الأشخاص المصابين يتواصلون لفظيًا، وآخرون يتواصلون من خلال استخدام الإشارات أو الإيماءات أو الصور أو جهاز اتصال إلكتروني.

بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا، يقوم العلاج الوظيفي بتعليم المهارات التي تساعد الشخص على العيش بشكل مستقل قدر الإمكان، وتشمل مهارات ارتداء الملابس، والأكل، والاستحمام، والتعامل مع الناس.

ويمكن أن يشمل العلاج الوظيفي أيضًا ما يلي:

العلاج بالتكامل الحسي للمساعدة في تحسين الاستجابات للمدخلات الحسية التي قد تكون مقيدة أو ساحقة.

العلاج الطبيعي لتحسين المهارات البدنية، مثل الحركات الدقيقة للأصابع أو الحركات الأكبر للجذع والجسم.

النهج التربوي

يتم تقديم العلاجات التربوية في الفصول الدراسية، ويعتمدعلى فكرة أن الأشخاص المصابين بالتوحد ينجحون في الاتساق والتعلم البصري. فهو يوفر للمعلمين طرقًا لضبط هيكل الفصل الدراسي وتحسين النتائج الأكاديمية وغيرها.



نهج العلاقات الاجتماعية

تركز علاجات العلاقات الاجتماعية على تحسين المهارات الاجتماعية وبناء الروابط العاطفية، من بينها طريقة "فلور تايم"، وهي علاج منظم باللعب يمكن إدارته بواسطة متخصصين أو أولياء أمور، لمتابعة اهتمامات الطفل المصاب بالتوحد لتوسيع فرص التواصل. كما يمكن الاستفادة من القصص الاجتماعية التي بمقدورها منح وصف بسيط لما يمكن توقعه في الموقف الاجتماعي.

النهج الدوائي

لا توجد أدوية تعالج الأعراض الأساسية لمرض التوحد، لكنها قد تساعد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد على أداء وظائفهم بشكل أفضل.

على سبيل المثال، قد يساعد الدواء في التحكم في مستويات فرط النشاط، أو عدم القدرة على التركيز، أو سلوك إيذاء النفس، مثل ضرب الرأس أو عض اليد.

ويمكن أن يساعد الدواء أيضًا في إدارة الحالات النفسية المتزامنة، مثل القلق أو الاكتئاب، بالإضافة إلى الحالات الطبية مثل النوبات، أو مشاكل النوم، أو مشاكل المعدة أو مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى.

google-banner
foochia-logo