كشف تقرير حديث من شبكة "بي بي سي" عن قصة مأساوية لامرأة مصابة بالتوحد وصعوبات التعلم، اُحْتُجِزَت بشكل غير قانوني في مستشفى للصحة العقلية في بريطانيا لمدة 45 عاماً.
وبدأت معاناتها عندما كانت في السابعة من عمرها، حيث نُقِلَت إلى المستشفى، ولم يُفرج عنها إلا مؤخراً.
السيدة، التي يعتقد أنها من سيراليون، أُطلق عليها اسم "كاسيبا" لحماية هويتها، وعاشت عزلة شديدة طوال 25 عاماً من احتجازها، ما شكل عبئاً نفسياً وجسدياً عليها.
عاشت "كاسيبا" في ظروف صعبة داخل المستشفى، وكانت غير قادرة على الكلام، ولم يكن لديها عائلة تدافع عنها، أو تحاول إخراجها من هذا الوضع.
ولكن مع مرور الوقت، بدأت الطبيبة النفسية باتسي ستايت في العمل على قضيّتها، عندما علمت عن حالة "كاسيبا" في العام 2013، كانت ستايت طبيبة نفسية مبتدئة، ولم تتوقف عن نضالها لمدة 9 سنوات، حتى تمكنت من تحريرها. وقالت ستايت في تصريح لها: لم أرَ قط أي شخص يعيش في الوضع الذي كانت تعيش فيه.
تُشير التقارير إلى أن "كاسيبا" كانت قد هُرِّبَت من سيراليون قبل أن تبلغ الخامسة من عمرها، حيث نشأت لفترة في دار للأطفال، قبل أن تُنْقَل إلى المستشفى في سن السابعة.
ولم يكن لديها أية فرصة للتواصل مع عائلتها أو الحصول على الدعم، وهو ما جعل وضعها أكثر مأساوية على مر السنين.
بعد سنوات من الجهود، قدمت ستايت تقريراً شاملاً من 50 صفحة إلى مجلس "كامدن" المحلي في شمال لندن، الذي كان مسؤولًا عن احتجاز "كاسيبا".
في هذا التقرير، تم الاعتراف بأن "كاسيبا" لا تعاني مرضاً عقلياً، ويمكنها العيش بشكل طبيعي في المجتمع. وبناءً على ذلك، بدأ العمل على إطلاق سراحها.
وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية أكدت في تصريحاتها لـ"بي بي سي" أن احتجاز الأشخاص ذوي الإعاقات في مستشفيات الصحة العقلية غير مقبول، وأضافت أنها تسعى إلى إجراء إصلاحات قانونية لتفادي مثل هذه الحالات مستقبلاً.
إلا أن تقارير تشير إلى أن أكثر من 2000 شخص مصاب بالتوحد وصعوبات التعلم لا يزالون محتجزين في مستشفيات الصحة العقلية في إنجلترا، بما في ذلك حوالي 200 طفل، في ظروف مشابهة لما عاشت فيه "كاسيبا".
بعد التحقيق السري الذي أجرته "بي بي سي"، في العام 2011، حول إساءة معاملة الأشخاص ذوي الإعاقات في مستشفى "وينتربورن فيو" في بريستول، تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات لإصلاح النظام. ومع ذلك، لم يتم تطبيق هذه الوعود بشكل كافٍ في جميع المستشفيات والمؤسسات.
من جانبه، قال دان سكورير، رئيس السياسات في مؤسسة "مينكاب" الخيرية: ما زال مئات الأشخاص يعانون في المستشفيات، وكان من المفترض إطلاق سراحهم ودعمهم.