أعلنت نيوزيلندا رسميًا منح جبل "تارانكي ماونغا" صفة "الشخصية الاعتبارية"، ما يمنحه حقوقًا ومسؤوليات مماثلة لما يتمتع به الأفراد بموجب القانون.
ويعد هذا الجبل البركاني، الذي لا يزال خامدًا ومغطى بالثلوج، معلمًا بارزًا في الجزيرة الشمالية للبلاد، إذ يبلغ ارتفاعه 2518 مترًا، ويجذب آلاف الزوار لممارسة المشي والتزلج.
يشكل هذا القرار جزءًا من جهود الحكومة لتعويض السكان الأصليين، إذ يُعد الجبل من أجداد شعب الماوري في إقليم تارانكي، وفق "الإندبندنت".
ويأتي الاعتراف القانوني به بعد خطوات مماثلة شملت نهرًا وأراضي مقدسة، كنوع من التكفير عن استيلاء المستعمرين على الجبل من الماوري في العصور الاستعمارية.
بموجب التشريعات الجديدة، أُنْشِئ كيان قانوني يُعرف باسم "تي كاهوي توبوا" لتمثيل الجبل، الذي يُنظر إليه ككيان حي غير قابل للتجزئة، ويشمل القمم المحيطة به والأراضي المجاورة.
وسيُشَكَّل مجلس يضم أربعة ممثلين عن قبائل الماوري وأربعة آخرين تعينهم وزارة الحفاظ على البيئة لضمان إدارة مستدامة تحترم البعد الثقافي والبيئي للجبل.
عانى شعب الماوري على مدى قرون من سياسات استيطانية أدت إلى مصادرة أراضيهم.
في عام 1770، أطلق المستكشف البريطاني جيمس كوك اسم "ماونت إغمونت" على الجبل، قبل أن يُسْتَوْلَى عليه رسميًا عام 1865 كجزء من العقوبات ضد الماوري بعد انتفاضتهم ضد التاج البريطاني. وعلى مدى عقود، كانت جمعيات رياضية وسياحية تدير الجبل، بينما حُرم السكان الأصليون من أي دور في ذلك.
شهدت نيوزيلندا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي موجة من الاعتراف بحقوق الماوري، ما أدى إلى إدماج ثقافتهم ولغتهم في القوانين المحلية.
ويمثل منح جبل "تارانكي ماونغا" صفة الشخصية الاعتبارية خطوة جديدة في مسار تصحيح المظالم التاريخية، مع الاعتراف بالمكانة الروحية والثقافية التي يحتلها الجبل في وجدان الماوري.