بعد انقراض طويل استمر نحو 50 عامًا، نجحت بريطانيا في إعادة إدخال فراشات "إسقبر شطرنجي" إلى أراضيها، وهو نوع كان نادر الوجود منذ مدة طويلة.
وكانت هذه الفراشات قد انقرضت تمامًا في عام 1976، بسبب التغييرات في إدارة الغابات، لكن العلماء نجحوا في إحياء هذا النوع مجددًا في محاولة لإعادة التوازن البيئي.
في عام 2018، بدأ العلماء في مشروع بيئي طموح عبر جلب مجموعة من الفراشات التي تبرّعت بها بلجيكا، وأُطْلِقَت في غابة "فاين شيد" قرب كوربي في مقاطعة نورثهامبتونشاير.
والهدف كان إعادة تأسيس هذا النوع المهدد في موطنه الطبيعي، وقد أظهرت نتائج هذا المشروع، وفقًا لجمعية حماية الفراشات الخيرية، تقدمًا كبيرًا، ما يعكس قدرة البشر على إعادة تأهيل البيئات الطبيعية.
قبل الخمسينيات من القرن العشرين، كانت فراشة "إسقبر شطرنجي" شائعة في الغابات الرطبة والمستنقعات بشرقي ميدلاندز.
إلا أن الانخفاض في قطع الأشجار والاهتمام المحدود بالمناطق الطبيعية قد أدى إلى اختفاء هذه الفراشات.
كما أن زيادة زراعة مزارع الصنوبر التي لا تناسب بيئة الفراشات كان لها دور في تدهور أعدادها، ما أدى في النهاية إلى انقراضها في إنكلترا.
غابة "فاين شيد"، التي هي جزء من غابة "روكينغهام" الشاسعة (520 كيلومترًا مربعًا)، اُخْتِيرَت بعناية لإعادة إدخال الفراشات.
وتتميز الغابة بموارد بيئية ملائمة ونباتات مشمسة تساعد على إعادة استيطان هذه الفراشات.
وقال الدكتور نايجل بورن، كبير العلماء في الجمعية، إن هذا المشروع يثبت أنه يمكن استعادة الحياة البرية، ولكن ذلك يتطلب جهدًا مستمرًا لمعالجة الأسباب التي أدت إلى انقراض الأنواع.
هذا المشروع البيئي يفتح الباب لمزيد من الجهود في إعادة إدخال الأنواع المنقرضة أو المهددة في المستقبل، كما سيكون له تأثير كبير في خطط الحفاظ على الحياة البرية في بريطانيا.
سوزانا أوريوردان، من منظمة الحفاظ على الفراشات، أكدت أن المشروع يعد "تجربة حقيقية"، ونتائجه ستكون مفيدة في عمليات إعادة الإدخال المستقبلية، وفي مشاريع الحفاظ على الأنواع الطبيعية.