عندما تلتقين برجل للمرة الأولى، فإن طريقة حديثه وتواصله معك قد تكشف الكثير عن شخصيته ومدى جديته في العلاقة.
بعض الرجال يكثرون من الحديث عن أنفسهم بشكل يجعل الطرف الآخر يشعر وكأنه في لقاء تلفزيوني مع نجم شهير، ومطالب بالاستماع لقصة حياته المفصلة دون الحوار المتبادل.
تعتبر المواعيد الأولى بمثابة نقطة انطلاق للتعرف على شخص جديد، حيث يسعى كل طرف لترك انطباع جيد والتعرف على الآخر في إطار من الاحترام المتبادل.
لكن ماذا يحدث عندما تجدين نفسك في موعد مع شخص يتحدث دون توقف، ولا يمنحك الفرصة للمشاركة في الحديث أو حتى الاستماع إليك؟
تشير الأخصائية النفسية والاجتماعية لانا قصقص إلى أن الرجل الثرثار هو من يتحدث باستمرار عن نفسه دون منح الطرف الآخر فرصة للمشاركة في الحوار.
وعلى الرغم من أن هذا السلوك قد يكون مزعجًا، إلا أنه ليس بالضرورة علامة حمراء قاطعة تستوجب الانسحاب فورًا، بل قد يكون إشارة تحذيرية تستدعي الانتباه وتقييم الموقف.
فأساس أي علاقة صحية هو التبادل في الحديث، حيث يكون لكل طرف مساحة للتعبير عن ذاته، وإلا فإن اللقاء يصبح مجرد مونولوج طويل يفقد فيه التواصل معناه الحقيقي.
وفقًا للأخصائية لانا، هناك عدة أسباب تجعل الرجل يكثر من الحديث عن نفسه في أثناء اللقاء الأول، من أبرزها:
بعض الرجال يميلون إلى الحديث عن أنفسهم فقط، دون الاهتمام بمشاعر أو أفكار الطرف الآخر، ما قد يعكس شخصية أنانية أو غير مبالية.
يعتقد البعض أن العلاقات قائمة على الفردية لا التبادل، فلا يدركون أهمية الاستماع كجزء من التواصل الفعّال.
عدم القدرة على قراءة الإشارات الجسدية أو استيعاب أن الطرف الآخر يرغب في المشاركة، وقد يكون دليلاً على ضعف الوعي العاطفي.
بعض الرجال يلجؤون إلى الحديث المستمر كوسيلة لتعويض مشاعر عدم الأمان أو لإثارة إعجاب الطرف الآخر، متناسين أن الأفعال هي التي تترك الأثر الأكبر.
قد يكون الرجل متسلطًا بطبعه، ويرى أن من حقه الاستحواذ على الحوار، وجذب الاهتمام بالكامل.
أحيانًا يكون الرجل غير مهتم بعلاقة حقيقية، وإنما يبحث عن إعجاب سريع يشبع غروره دون نية للالتزام.
تشدد الأخصائية لانا على ضرورة عدم التسرع في الحكم على الرجل لمجرد أنه تحدث كثيرًا في اللقاء الأول.
فقد يكون السبب ببساطة هو التوتر، إذ يلجأ بعض الأشخاص للثرثرة كوسيلة لتهدئة أنفسهم، ومع مرور الوقت قد يتحسن هذا السلوك.
لكن كيف تعرفين إن كانت ثرثرته مجرد ارتباك أم نمطًا ثابتًا في شخصيته؟
الحل بسيط: حاولي مقاطعته بلطف في أثناء حديثه، وابدئي بمشاركة قصصك الخاصة. انتبهي إلى ردة فعله، هل يصغي إليك فعلًا أم يعود سريعًا للحديث عن نفسه؟
تلفت لانا أيضًا إلى نقطة مهمة، وهي نوعية الأسئلة التي يطرحها. فالرجل الجاد سيحاول التعرف عليك بطرح أسئلة جوهرية تُظهر اهتمامه بشخصيتك وأفكارك، أما إذا كان الحديث يتمحور فقط حوله دون محاولة لفهمك، فهذه علامة واضحة على أنه لا يبحث عن علاقة متوازنة.
إذا منحتِ الرجل فرصًا كافية، ولاحظتِ أن سلوكه لم يتغير، يمكنك عندها اتخاذ القرار بناءً على مدى الانسجام بينكما، فهل بإمكانك إعطاء المزيد من الفرص، أم أن الإشارات توضح أن العلاقة غير مناسبة لك.
في النهاية، العلاقة الصحية قائمة على التوازن بين التحدث والاستماع، وإن كان الطرف الآخر لا يمنحك المساحة للتعبير، فقد يكون من الأفضل إعادة التفكير في الاستمرار معه.