في عالم مزدحم بالكلمات، أصبح الاستماع الجيد عملة نادرة، لكنه مفتاح ذهبي لعلاقات أفضل، وحوارات أعمق، وتواصل أكثر إنسانية...
فما الاستماع الفعّال؟ وكيف يمكن أن تكون مستمعاً فعالاً وتقرأ ما بين السطور؟
أن تكون حاضراً بكامل انتباهك، لا تكتفي بسماع الكلمات، بل تفهم المعنى، وتقرأ ما بين السطور. هذا هو فن الاستماع الفعال.. هو الاستماع بعقلك، وقلبك، وكامل انتباهك.
الاستماع الفعّال هو مهارة تواصل أساسية تتجاوز مجرد سماع الكلمات المنطوقة.
وهو يتطلب تركيزاً كاملاً، وفهماً عميقاً، واستجابة مدروسة لما يقوله المتحدث، كما أن المستمع الفعّال يُظهر اهتماماً حقيقياً بالمتحدث، ويعزز من جودة التفاعل بين الأفراد.
إليك أهمية الاستماع الفعال:
موقع helpguide يعرض لنا مجموعة من الخطوات التي تبدو بسيطة لكنها مؤثرة تماما:
دع المتحدث يعبّر عن فكرته بالكامل، دون أن تستعجله أو تقاطعه.
لا تنشغل بهاتفك أو أفكارك. أنصت بعينيك كما بأذنيك.
بهزّة رأس، بتعبير وجه، أو بكلمة تشجيعية خفيفة مثل: "أفهمك" أو "تابع".
هذا يوضح أنك فعلاً فهمت، ويمنح الآخر فرصة للتوضيح.
لا تقفز إلى استنتاج، ولا تقدّم نصيحة قبل أن يُنهي الطرف الآخر حديثه.
بعض الأمور قد تؤثر على علاقتك بالمتحدث لذلك يٌفضل أن تبتعتد عنها تماما وهي:
الاستماع الفعّال هو مهارة حيوية في بيئة العمل والحياة اليومية، يتطلب ممارسة ووعياً مستمراً، لكنه يعود بفوائد كبيرة على العلاقات والتواصل الفعّال.
هل تعلم أن الاستماع الفعال يُعدّ من أهم المهارات الأساسية للنجاح المهني؟ هذا ما جاء في تقرير مستقبل الوظائف لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وغالباً ما يرتبط القادة الذين يتقنون فن التواصل بصياغة رؤية مُقنعة، وإلهام أعضاء الفريق، والتحدث بفعالية أمام الجمهور. ومع ذلك، فإن إحدى مهارات التواصل التي غالباً ما يتم إغفالها هي الاستماع الفعال.
تُظهر دراسة نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology أن المؤسسات تستفيد من الإنصات الجيد. فدونه، يتردد الموظفون في تحدي الوضع الراهن، ويزداد شعورهم بالإحباط والانفصال.
دعونا نستكشف بعض الفوائد الإضافية للإنصات الفعال في مكان العمل.
في ظلّ تسريحات العمال الواسعة النطاق، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وصعود الذكاء الاصطناعي، ليس من المستغرب أن يشعر الكثيرون بالقلق بشأن أمنهم الوظيفي. ولذلك، يُعدّ الإنصات الفعال مهارة قيادية بالغة الأهمية. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا، فإنّ ممارسة المدراء للإنصات الفعال تُحسّن شعور الموظف بالسيطرة على مسيرته المهنية وتُقلّل من قلق فقدان الوظيفة المحتمل.
للإنصات الفعّال قدرةٌ على تعزيز الإنتاجية.
على سبيل المثال، يُمكنك تقليل التشويش في الاجتماعات من خلال ضمان سماع أعضاء الفريق.
بهذه الطريقة، يغادر الجميع الجلسة بفهمٍ واحدٍ لما نُوقش والخطوات التالية.
كما يُساعد الإنصات الفعّال على تعزيز التعاون وحل المشكلات بطريقةٍ إبداعية، وهما أمران مرتبطان بالإنتاجية وتحسين الأداء.
عندما تمارس الإنصات الفعال في مكان العمل، فإنه يتيح لك فهم وجهات نظر الآخرين ومشاعرهم بدقة. عندما يشعر الناس بأن أصواتهم مسموعة، يقل احتمال اتخاذهم موقفاً دفاعياً أو التعبير عن غضبهم في العمل.
عندما يُخصّص القادة وقتاً لفهم تحديات الناس وهمومهم، فإنهم يُسهمون في بناء الثقة.
يُهيئ الإنصات الفعّال مساحةً آمنةً للتواصل بانفتاح وإظهار التعاطف. الموظفون الذين يشعرون بالتقدير والاحترام يكونون أكثر ميلاً للتعبير عن مخاوفهم ومشاركة أفكارهم. تُسهم جميع هذه العناصر في بناء ثقافة شركة مُنتجة وشاملة.