من الصعب أحيانًا بدء أي مهمة، فعبارة "البداية هي الأصعب" لها ما يبررها. عندما تكون في حالة نفسية غير مستقرة، حتى المهام البسيطة مثل الرد على بريد إلكتروني أو تحديد موعد يمكن أن تصبح عبئًا ثقيلًا.
ورغم ذلك، يمكن التغلب على هذا الشعور، حيث توجد بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكنك اتباعها لتظل قادرًا على التقدم في مهامك اليومية، حتى عندما لا تكون في أفضل حالاتك النفسية.
في هذا الموضوع نقدم لك خطوات من شأنها مساعدتك على البقاء متحفزا رغم المتاعب التي تشعر بها:
عندما تواجه مجموعة من المهام بدون هيكل أو ترتيب، فإنك قد تشعر بالإرهاق. لذا، فإن تنظيم الوقت يعد عنصرًا أساسيًا لتخفيف هذا العبء. كما ينصح نيك براينت، المستشار النفسي، بتخصيص وقت محدد لكل مهمة: حدد وقتًا في اليوم، سواء كان ساعة أم أكثر، واكتب روتينًا يوميًا: يمكنك تحديد وقت لممارسة الرياضة في الصباح، الرد على الرسائل لمدة 10 دقائق، ثم إجراء مكالمات متابعة مع العملاء، والتجول قليلاً لإحداث تغيير في المكان. هذا التحديد يمنحك شعورًا بأن المهام يمكن إنجازها بشكل أسهل.
إعداد قائمة مهام قد يكون له تأثير عجيب في تحفيزك. كما تقول أدينا محالي، خبيرة الصحة النفسية: إن مجرد كتابة ما عليك فعله يمكن أن يخفف من شعورك بالتوتر ويجعلك أكثر إنتاجية. فعند كتابة ما لديك من مهام، لا تقتصر فقط على سردها، بل اجعلها مرتبة ومنظمة، وابدأ بأبسط المهام التي تجيدها، ما يسهل عليك التقدم ويزيد من شعورك بالإنجاز.
لا تجعل المهام الضخمة تشعرك بالعجز. بدلاً من ذلك، قسم كل مهمة إلى خطوات صغيرة. فكما تلاحظ كريستينا بيك، المديرة المجتمعية في موقع "سوبورتيف": عندما تقسم المهمة إلى مهام أصغر، سيمنحك ذلك دفعة من الدوبامين كلما أكملت مهمة. هذا الشعور بالإنجاز، حتى لو كان مؤقتًا، يرفع من معنوياتك ويدفعك لمواصلة العمل.
هل تشعر بالإرهاق؟ هل أنت جائع أو عطشان؟ يمكن أن تؤثر هذه العوامل على قدرتك على العمل بفعالية. لذا، من الضروري أن تعرف ما إذا كان هناك شيء يعيقك. تقول لين بيرغر، مستشارة نفسية متخصصة: عندما تشعر بالضغط، حدد ما الذي يعطل سيرك، لتتمكن من معالجته بشكل فعال.
من السهل أن تنسى كل ما أنجزته خلال اليوم. لهذا، يوصي الدكتور مارك لافر كومب، المتخصص في الطب والتعليم الطبي، بإجراء مراجعة أسبوعية لأعمالك: عندما أشعر بالإرهاق من الأعمال التي يجب إنجازها، أفضل استراتيجية هي تخصيص وقت لمراجعة المهام التي تم إنجازها وتحديد ما تبقى. هذا يساعدك على تقدير إنجازاتك واستعادة شعورك بالقدرة على التعامل مع المهام القادمة.
أحيانًا يحتاج عقلك إلى فاصل بسيط ليعود للعمل بكفاءة أكبر. يمكن أن تكون استراحة لمدة خمس دقائق فقط كافية لإعادة تنشيطك. تقول أدينا محالي: حتى خمس دقائق فقط من الاستراحة يمكن أن تعيد تركيزك، وتساعدك على العودة إلى العمل وأنت أكثر إنتاجية.
للموسيقى تأثير كبير على حالتنا المزاجية. فسواء كانت قائمة موسيقية تساعدك على التركيز أم تهدئ أعصابك، يمكن للموسيقى أن تكون حافزًا قويًا في أوقات الحاجة. اختر قائمة موسيقية تناسبك، واستمع إليها خلال العمل، فذلك قد يساعدك في الحفاظ على تركيزك وتخفيف القلق.
النظام الغذائي يؤثر بشكل كبير على قدرتك على التركيز والقيام بالمهام. يشير الدكتور جون تشوباك، مؤلف كتاب "اصنع جبنك الخاص"، إلى أن: الاعتماد على الكافيين قد يسبب لك توترًا زائدًا ويؤدي إلى شعور بعدم التركيز. لذلك، من الأفضل تناول طعام متوازن، يتضمن البروتينات الخفيفة والخضراوات الطازجة، وتجنب السكر الزائد.
المظهر الخارجي له تأثير كبير على حالتنا النفسية. عندما تشعر بالتوتر أو القلق، يمكن أن يساعدك ارتداء ملابسك المفضلة في تحسين شعورك بالثقة. حتى إضافة إكسسوار مميز مثل ساعة أو سوار يمكن أن يرفع معنوياتك، ويساعدك على العودة إلى العمل بشعور من التنظيم والراحة.
وختامًا، فإنه ليس من السهل أن تبقى متحفزًا في ظل الظروف النفسية الصعبة، لكن باتباع بعض هذه الأساليب البسيطة، يمكنك أن تجد الطريقة المناسبة للمضي قدمًا. عندما تكون قادرًا على تنظيم يومك وتقدير تقدمك، حتى في أصعب اللحظات، ستجد أنه يمكن مواجهة تحديات الحياة والعمل بكل عزيمة وقوة.