header-banner
امرأة طموحة

تجنبي الوقوع في مصيدة الطموحات الواهمة

تطوير الذات
إيمان بونقطة
29 يناير 2025,10:00 ص

في رحلة السعي لتحقيق النجاح والتطوير الذاتي، يخطئ الكثيرون عندما يبنون أهدافهم على صورة غير واقعية لأنفسهم.

فبدلا من أن يبدأوا من النقطة التي هم فيها الآن، يتخيلون أنفسهم في المستقبل البعيد، دون أن يأخذوا في الاعتبار واقعهم الحالي.

هذه المعضلة ليست محصورة فقط في مجال اللياقة البدنية، بل تمتد لتشمل جوانب كثيرة من حياتنا، كالصحة النفسية، العلاقات الشخصية، والمهنية.

لماذا نضع خططا وأهدافا واهمة؟

96330056-1dc0-4022-868d-e77029f58f96

السبب الرئيس وراء هذه الأخطاء يكمن في اختلاف نظرتنا لأنفسنا بين ما نأمل أن نصبح عليه وبين واقعنا الحالي.

كثير من الأشخاص يضعون خططا لتحسين الذات بناءً على الصورة التي يتمنون أن يكونوا عليها، لا كما هم الآن.

مثلا، في حال كان أحدهم رياضيا متميزا في الماضي، قد يشعر بالحاجة للعودة إلى المستوى نفسه من الأداء بسرعة، دون أن يراعي قدراته الحالية.

هذه المشكلة تتجلى بشكل واضح في السيناريوهات التي تذكرها الدراسات، مثلما يحدث مع مدربي الفرق الرياضية عندما يضعون خططا تدريبية رياضية تفوق قدرة اللاعب الجديد؛ ما يؤدي إلى إصابته نتيجة التحميل الزائد.

وكذلك، في حالة الأمهات اللواتي يعدن إلى ممارسة الرياضة بعد الحمل، حيث يواجهن صعوبة في استعادة الأداء نفسه الذي كن عليه سابقا، لأنهن يحاولن تطبيق النظام التدريبي القديم على أجسام تغيرت مع مرور الوقت.

أخبار ذات صلة

من تحديد الأهداف إلى تحقيق الأحلام.. خطتك لعام 2025

التوقعات غير الواقعية بين التحفيز والضغط النفسي

يشير الخبراء إلى أن هذه الطريقة في وضع الأهداف تتسم بالانتقاد الذاتي والضغط النفسي.

في عالمنا المعاصر، يشجع البعض على اتباع "ثقافة الإنجاز" التي تروج لتوقعات عالية جدا بناءً على نموذج واحد للنجاح، مثلما يحدث عندما نرى نماذج نجاح في مجالات مختلفة ونحاول تقليدها حرفيا.

ولكن، الأمر ليس بهذه البساطة. النجاحات الكبيرة التي تحققت لم تأتِ بالصدفة، بل كانت نتيجة لميزات فطرية يمتلكها هؤلاء الأفراد، مثل قدرتهم على التعافي السريع بعد الإرهاق البدني أو النفسي. وهذه القدرات قد لا تكون متاحة لنا بالقدر نفسه؛ ما يجعل محاكاة هذه النماذج محفوفة بالمخاطر.

السر في التقدم المتوازن: كيف نتعامل مع أنفسنا؟

من الأهمية بمكان أن نتعلم كيف نتعامل مع أنفسنا بواقعية، وأن نتجنب التشبث بصورة مثالية تفرضها توقعات غير قابلة للتحقيق. النجاح المستدام يأتي من فهم نقاط قوتنا وضعفنا الحالية والعمل عليها بروية.

ينبغي أن نضع أهدافا تتماشى مع إمكاناتنا الراهنة، وألا نرهق أنفسنا بتوقعات بعيدة عن الواقع. فالتغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، بل هو عملية تدريجية تتطلب التكيف مع الظروف الحالية والاستفادة من الموارد المتاحة.

7b5089b8-a671-449f-97f2-f96553997c99

نصائح عملية لتجنب فخ التوقعات غير الواقعية

وللتخلص من عادة وضع أهداف وتوقعات غير واقعية، نقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك على وضع قدميك على الأرض، ووضع أهداف مناسبة لحياتك وقدرتك:

ابدئي من حيث أنت الآن

لا تحاولي تطبيق الخطط التي نجحت معك في الماضي أو تلك التي تعتمد على صورة مثالية عن نفسك. طوري خططا تتماشى مع ظروفك الحالية.

كوني صبورة مع نفسك

التغيير يحتاج وقتا، خاصةً إذا كنت تعودين إلى نشاط بعد فترة من التوقف. سواء كان ذلك في العمل أو في تطوير مهاراتك الشخصية، يجب أن تكون لديك القدرة على التحمل وإعادة البناء تدريجيا.

لا تكرري نماذج النجاح كما هي

قد يكون من المفيد أن تستلهمي من تجارب الآخرين، لكن لا تقومي بتقليدهم بالكامل. كل شخص لديه ميزات وقدرات خاصة به، لذا اعتمدي على نقاط قوتك الفريدة.

حافظي على توازن بين التحدي والقدرة

اعملي على تحسين نفسك، ولكن لا تضعي نفسك في مواقف تتجاوز طاقتك. فكل تقدم صغير نحو الهدف يُعد نجاحا بحد ذاته.

 

أخيرا، يجب أن نتعلم كيفية قبول أنفسنا في اللحظة الحالية، مع كل ما فيها من تحديات وفرص. النجاح ليس مقتصرا على الوصول إلى قمة جبل نراه بعيدا، بل على السير بثبات في الطريق الذي نقدره ونفهمه. إن التغيير الذي يطرأ على أنفسنا يحتاج إلى تأقلم مرن، مع استعداد لتقبل الفترات الصعبة والنقاط التي قد نحتاج إلى إعادة تقييمها.

أخبار ذات صلة

الوضوح هو العامل الأول لتحقيق النجاح

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo