على مدى عقد من البحث والمقابلات مع العمال والمديرين التنفيذيين، اكتشف باحثو جامعة هارفارد السر وراء السعادة في العمل؛ إذ إنه يكمن في التركيز على إحراز تقدم، عوضا عن السعي للكمال في حياتك المهنية.
هذا النهج يحقق شعورًا أكبر بالرضا مقارنة بمطاردة "وظيفة الأحلام" التي تتوافق مع التوقعات جميعها، وفقاً لتقرير شبكة "سي إن بي سي".
عوضا عن البحث عن الكمال، ينصح الباحثون بفهم الأولويات الشخصية واحتضان التنازلات التي تساهم في التقدم الوظيفي.
مايكل ب. هورن، أحد مؤلفي الدراسة والمحاضر في جامعة هارفارد، يوضح أن التخلي عن فكرة الكمال لا يعني التخلي عن الطموح، بل يتعلق ببناء مهنة متوازنة تُلبي جوانب مهمة في حياتك.
التقدم لا يقتصر على الترقيات أو الرواتب المرتفعة، قد يعني التقدم قبول وظيفة ذات أجر أقل للبقاء قريبًا من الأسرة أو تغيير المسار المهني لتحقيق توازن أفضل. عند اختيار الوظيفة، أنت فعليًا تستأجر صاحب العمل لدعم تطلعاتك المهنية.
يؤكد هورن أن الخيارات المهنية يجب أن تعكس أهدافك وطموحاتك. عدم توافق هذه الخيارات قد يؤدي إلى شعور بالإرهاق أو عدم الرضا.
قبل اتخاذ قرارات مهنية كبيرة، مثل قبول ترقية أو الاستقالة، ينصح هورن بموازنة الأولويات والتفكير في التنازلات المطلوبة. على سبيل المثال، هل يمكن التضحية بوقت التنقل الطويل من أجل فرصة نمو أفضل؟ أم هل يستحق الأمر التعامل مع رئيس متحكم في مقابل راتب أعلى؟
الأولويات الشخصية تتغير بمرور الوقت. إذا كنت تدخر لشراء منزل، فقد تُفضّل وظيفة ذات أجر عالٍ، بينما في مراحل لاحقة قد تبحث عن وظيفة توفر مزايا صحية أفضل.
رغم أن القبول ببعض التنازلات ليس سهلاً، إلا أنه يساعد على تحديد توقعات واقعية حول التقدم المهني وتعزيز الرضا العام عن العمل. في نهاية الأمر، السعادة المهنية تكمن في تحقيق التوازن بين الطموح والاحتياجات العملية.