كشفت دراسة استمرت 50 عامًا على مجموعة من الأطفال في نيوزيلندا عن حقيقة مثيرة للاهتمام، وهي أن الذكاء العاطفي هو مؤشر أقوى للنجاح المالي في المستقبل مقارنة بالأداء الأكاديمي أو المهارات المهنية.
دراسة شاملة تكشف عن حقيقة مدهشة
قام الباحثون بتتبع حياة 1000 طفل منذ ولادتهم حتى بلوغهم، وجمعوا بيانات حول نموهم وتطورهم ونجاحهم.
ووجدوا أن الأطفال الذين يتمتعون بـ "الحاصل العاطفي" المرتفع، أي القدرة على فهم وإدارة عواطفهم، هم أكثر عرضة لتحقيق الاستقرار المالي في المستقبل.
وحدد العلماء أن الذكاء العاطفي يشمل مجموعة من المهارات التي تمكن الفرد من:
- الوعي الذاتي: فهم مشاعره الخاصة.
- التنظيم الذاتي: التحكم في العواطف والاندفاعات.
- التعاطف: فهم مشاعر الآخرين.
- بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية في بناء علاقات قوية والتواصل بفعالية.
العلاقة بين الذكاء العاطفي والنجاح المالي
لتقييم مدى تأثير الذكاء العاطفي على النجاح المالي، ركز الباحثون على متابعة مجموعة من الأطفال منذ سن الثالثة وحتى الحادية عشرة.
وتم تقييم "ضبط النفس" لديهم من خلال ملاحظة سلوكهم اليومي، ومقابلات مع أولياء الأمور، واستبيانات من معلميهم.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين عانوا من ضعف في ضبط النفس على مدار هذه الفترة كانوا أقل قدرة على التحكم في عواطفهم. وفي مرحلة البلوغ، تبين أن هؤلاء الأطفال كانوا أكثر عرضة لمواجهة صعوبات مالية.
سمة ليست ثابتة
وبينت الدراسة التي نُشرت في مجلة American Scientist، أن العديد من العوامل تسهم في تطوير الذكاء العاطفي لدى الأطفال، مثل الجنس والوضع الاجتماعي الاقتصادي والمعدل الذهني.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن الذكاء العاطفي ليس سمة ثابتة، بل يمكن تنميته من خلال بيئة تربوية داعمة وتوجيه مناسب من الأهل والمعلمين.
ويمكن للأهل أن يلعبوا دورًا حاسمًا في تعزيز الذكاء العاطفي لدى أطفالهم من خلال نمذجة السلوكيات الإيجابية وتشجيع التواصل المفتوح.
