header-banner
لص يقتحم منزل امرأة ويغسل ملابسها ويطهو لها وجبة طعام

شغف الطهو والراحة النفسية: رابط عضوي بين تحضير الطعام وصحة العقل

تطوير الذات
فريق التحرير
18 فبراير 2025,8:27 ص

منذ طفولته، كان الشيف صدام الدعجة يعيش في عالم من الشغف بالطعام والنكهات، حيث كان ينسجها ببراعة في مخيلته، من دون أن يتوقع أن يتحول هذا الشغف إلى مهنةٍ تحمل بين طياتها الإبداع والتميّز.

وبمرور السنوات، استطاع أن يقدّم للناس تجربة فريدة، تتجاوز تناول الطعام، لتصبح لحظةً تُعيد تعريف التذوق، وتمنح الحياة طعما مميزا.

المطبخ مساحة للإبداع والتعبير

fd65e5ca-a6f7-4d88-b3f8-fcd5cb7703d2

يقول الشيف الدعجة في مقابلة خاصة مع جريدة النهار إن المطبخ يحتاج إلى صبرٍ، "فهو ليس مجرد مكان للطهو، بل هو مساحة للإبداع والتعبير. فالأكل ليس مجرد طعمٍ بسيط، بل هو تجربة تنسجم فيها الحواس جميعها. المرونة وسرعة البديهة جزءٌ أساسي من هذه التجربة؛ لأن الطعام هو وسيلة للتعبير عن الذات".

يُفضل الشيف الدعجة الابتكار على التقليد، حيث لا يتبع أسلوب "النسخ واللصق" للوصفات، بل يخلق نكهاتٍ جديدة تُعبّر عن مزجٍ فني لثقافات متعددة، بينما يحافظ على هوية كل طبق. ويضيف: "الطبخ هو مزيجٌ من العلم والفن. هو علم لأنه يعتمد على الكيمياء الدقيقة والتوازن بين النكهات ودرجات الحرارة، وهو فن؛ لأن الطاهي يضع بصمته الخاصة في كل طبق يُقدمه".

أداة لتحسين الصحة النفسية

في السنوات الأخيرة، بدأ العلاج بالطبخ يكتسب شهرة بوصفه وسيلة فعّالة لتحسين الصحة النفسية. فبخلاف كونه مجرد فن للطهو، يمكن أن يكون تجربةً علاجيةً تعيد التوازن النفسي وتخفف التوتر؛ ما يسهم في تحسين المزاج وصحة الروح.

وهذا ما يعكسه الشيف الدعجة عندما يقول لـ"النهار": "المطبخ هو المكان الذي أعبّر فيه عن نفسي. الطعام ليس مجرد وجبة بل هو رابط عاطفي، حيث توجد أطباق تريح النفس وتُعيد الذكريات الجميلة، ما يمنح الإنسان شعورا بالسكينة والراحة".

ويستطرد: "الطبخ غيّر حياتي بالكامل، قلبها رأسا على عقب، فمن خلاله بَنيت هويتي، وجعلته وسيلة للتواصل مع العالم، أكثر من كونه مجرد وظيفة".

أخبار ذات صلة

شيف تدخل غينيس في الطهي لمدة 5 أيام متتالية!

دراسات تؤكد 

وكانت دراسة نشرتها مجلة "Journal of Positive Psychology" في عام 2016 قد أكدت أن الأنشطة الإبداعية مثل الطهو تُسهم في تحسين الصحة النفسية من خلال تعزيز الإحساس بالإنجاز وتوفير لحظات للاسترخاء والتركيز على اللحظة الحالية؛ ما يُحفّز مشاعر السعادة والرضا.

وبحسب الدراسة نفسها، تحول الطهو شيئا فشيئا إلى وسيلة مبتكرة للتنفيس عن مشاعر سلبية، تذهب من نفس الإنسان بمجرد انتهائه من تحضير الطبق، وتذوقه، ليكون هذا التذوق هو مانح الإحساس بالإنجاز والتفوق، وتدريجيا، تبني هذه التجربة ثقة بالنفس كانت مفقودة؛ وهو ما يشير إليه الشيف دعجة في كل ما يعبر عنه على حساباته المختلفة بمنصات التواصل الاجتماعي. 

فمن يتابع الشيف الدعجة على هذه المنصات، يجد نفسه في جوٍ من الألفة والراحة، حيث تنعكس رؤيته الفنية في كل وجبة وكل فكرة يُقدّمها. ناهيكم بديكور مطبخه، الذي أضفى عليه طابعا دافئا يعكس روح المنزل؛ ما يخلق للمشاهدين تجربة تشعرهم بالقرب والحميمية، فتزيل كل الحواجز التي يمكن أن تؤدي دورا نفسيا في الانعزال والتقوقع.


ويختم الشيف الدعجة حديثه بالقول إن استخدام الطهو كوسيلة علاجية نفسية لا تساعد على التخفيف من القلق والاكتئاب فحسب، "إنما تعيد شحن الإنسان بالنشاط؛ إذ يحفز الحواس ويشجع على الانخراط الاجتماعي، من خلال تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج، من دون أن ننسى أنه يشجع على النشاط الإبداعي، ويسهم في حسن تنظيم الوقت".

أخبار ذات صلة

الشيف بوراك يرد على الهجوم بعد جائزته في "كان"

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo