header-banner
تطوير الذات

التكرار.. سر التفوق العقلي الذي يعزز قدرتك على الإبداع

تطوير الذات
إيمان بونقطة
16 فبراير 2025,10:00 ص

يعتقد الكثيرون أن التكرار مجرد عملية مملة، لكن الحقيقة أن سر التفوق والإنجاز يكمن في تكرار المهام والأنشطة بشكل منهجي.

إذا أردنا إتقان أي شيء، سواء كان عملاً معقداً أو أبسط المهام اليومية، علينا أن نفهم كيف أن الدماغ يتعامل مع التكرار وكيف يعيد صياغة هذه الأنماط عبر الزمن، ليصبح ما كان في البداية مجرد محاكاة، سلوكاً تلقائياً مضبوطاً بدقة.

كيف يساعدنا التكرار؟

cb63b238-6ac0-478b-88d9-cec08acd3ae5

منذ اللحظة التي نولد فيها، يبدأ الدماغ في استيعاب البيانات وتنظيمها في شكل ذكريات، وهي خريطة تساعدنا على التفاعل مع محيطنا بطريقة فعالة.

وعندما نقوم بأي مهمة، سواء كانت بسيطة كإصلاح مفتاح كهربائي أو معقدة مثل تعلم المشي، يعتمد دماغنا على هذه الذكريات لإعطاء الإشارات اللازمة للجسد.

ما أن تبدأ هذه الذاكرة في التراكم عبر المرات المتعددة، يصبح أداء نفس الفعل أكثر سلاسة ودقة. وهذه هي الطريقة التي يتعلم بها الإنسان، والمحصلة النهائية هي أن الذكريات تتراكم وتصبح أقوى مع كل تكرار.

التكرار من أجل الإتقان

تكرار السلوكيات من أجل إتقانها يشبه إضافة طبقات جديدة من الطلاء على جدار. في البداية، تكون الطبقة رقيقة وغير ثابتة، ولكن مع التكرار تصبح أكثر قوة، وتستحيل إلى عادة ثابتة، يتم تنفيذها بسهولة ودون تفكير.

هذا ما يحدث مع المهام اليومية التي نؤديها بشكل شبه تلقائي، مثل المشي أو حتى الكتابة على لوحة المفاتيح.

ومع مرور الوقت، يتعرض الدماغ للتحديات بسبب التغيرات الطبيعية في التقدم بالعمر أو بسبب أمراض مثل مرض باركنسون. ورغم هذه التحديات، يبقى الحل في التكرار. فالتكرار لا يساعد فقط على استعادة القدرات التي فقدناها، بل يمكنه أيضاً أن يرفع من كفاءتنا في أداء المهام التي نمارسها طوال حياتنا.

أخبار ذات صلة

هكذا تتجنبين فخ التحطيم الذاتي

استراتيجيات فعالة للأداء العالي

تتمثل إحدى الاستراتيجيات الفعالة لتحسين الأداء في التكرار المكثف. فالممارسات المتكررة تُثبِّت المهارات في الذاكرة، وتمنحها القوة اللازمة لتصبح سلوكًا طبيعيًا.

كما يُظهر الرياضيون المبدعون، مثل لاعب كرة السلة الشهير ستيفن كاري، الذي يقضي ساعات في التمرن على إطلاق الكرات من منتصف الملعب، أن الاستمرار في التكرار يعد العامل الأساسي لتحقيق التميز.

ولكن، التكرار لا يجب أن يكون عشوائيًا. فحتى لا يتحول إلى روتين ممل، يجب أن يكون التكرار مصحوبًا بالكمال. يتطلب الأمر أحيانًا أن يتم التمرين بأقصى درجة من الدقة، كما كان يفعل السباح الأولمبي مايكل فيلبس الذي كانت قواعد مدربه تنص على أن كل تمرين يجب أن يكون خاليًا من الأخطاء. الهدف هو أن تحسن أداءك تدريجيًا وتحقيق التميز.

أحد الجوانب المهمة التي يجب مراعاتها هو ضرورة "إعادة تنشيط" المهارات على فترات متواصلة. العزف على آلة موسيقية، على سبيل المثال، يتطلب تكرارًا مستمرًا حتى بعد الوصول إلى مستوى متقدم. في حال غابت هذه الممارسة، قد يلاحظ الشخص تراجعًا في كفاءته.


وختامًا، فإن التكرار ليس مجرد وسيلة لتكرار نفس السلوك، بل هو الأساس الذي يبني عليه الإنسان مهاراته ونجاحاته. سواء كنت تتعلم مهارة جديدة أو تحاول استعادة قدرة قديمة، فإن التكرار هو العامل الذي يمكن أن يساعدك على تحسين الأداء وتحقيق التميز. لذا، لا تتردد في تخصيص وقتك لتكرار المهام التي تسعى إلى إتقانها؛ لأنها الطريق نحو النجاح.

أخبار ذات صلة

العناية الذاتية قد تتطلب بعض الأنانية.. تقبلي ذلك

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo