header-banner
أب وابنته

تأثير علاقة الأب بالبنت على شخصيتها وأنوثتها وثقتها

أمومة
إيمان بونقطة
30 أبريل 2025,8:00 ص

في مراحل النمو الأولى، تشكل علاقة الطفلة بوالديها الركيزة التي تُبنى عليها ملامح شخصيتها المستقبلية.

وبينما ترتبط الأم غالبا برعاية التفاصيل اليومية والعاطفية، يظل للأب تأثير خفي لكنه عميق، لا سيما في حياة ابنته.

فالأب ليس فقط مصدر الحماية والدعم، بل هو أول نموذج ذكوري تتفاعل معه الطفلة، ومن خلاله تبدأ في فهم صورتها الذاتية، وتعريفها للثقة، وللحدود، وللحب.

الأب.. مرآة الأنوثة الأولى

9e24e7de-7f70-421c-8487-03d45b90d526

عندما يُظهر الأب احترامه لابنته، ويستمع لها، ويعبّر عن حبه بطريقة صحية ومتزنة، فإنه يغرس فيها شعورا داخليا بأنها تستحق التقدير، ويعزز لديها مفهوم الكرامة والقبول.

هذه العلاقة تشكّل حجر الأساس لأنوثتها. فالأب الذي يُثني على ذكاء ابنته وشخصيتها، لا فقط على شكلها، يساعدها على بناء أنوثة قائمة على الوعي والثقة، لا على التعلق بالمظاهر الخارجية.

في المقابل، غياب الأب عاطفيا أو جسديا، أو حضوره المؤذي (بالانتقاد المستمر، أو التجاهل، أو العنف)، قد يؤدي إلى تشوهات عاطفية عميقة.

كثير من الفتيات اللاتي لم يشعرن بقبول أو احتواء من الأب، يُظهرن في مرحلة المراهقة والبلوغ نوعا من التعلق المرضي في علاقاتهن العاطفية، أو شكّا مزمنا في قيمتهن الذاتية.

أخبار ذات صلة

هكذا تدعمين طفلتك خلال صدمتها العاطفية الأولى

كيف تتأثر ثقة البنت بذاتها؟

الأب الذي يُشعر ابنته بأنها مهمة، يصغي لأفكارها، يحترم اختياراتها، ولا يسخر من مشاعرها، يزرع بداخلها الإيمان بأنها قادرة، وبأن رأيها له وزن.

هذه الثقة لا تُبنى فقط بالكلمات، بل بالسلوك اليومي: كأن يُشجّعها على المحاولة، لا على الكمال، وأن يُعلّمها أن الخطأ لا يعني الفشل، وأنها تستحق الحب دون شروط.

غياب هذا الدعم، أو إحلاله بانتقاد دائم أو مقارنة بآخرين، يؤدي إلى اهتزاز داخلي في تقدير الذات. ويجعل البنت تنشأ بشعور دائم بأنها ليست "كافية"، أو أنها مطالبة دوما بإثبات قيمتها من خلال إرضاء الآخرين.

علاقة الأب ببناته في الطفولة.. آثار تدوم مدى الحياة

لا يقتصر تأثير الأب على مرحلة الطفولة والمراهقة، بل يمتد ليطبع علاقات البنت في مرحلة البلوغ، واختياراتها في الحياة العاطفية والمهنية.

البنت التي نشأت على الاحترام، غالبا ما تختار شريكا يُعاملها بالاحترام ذاته.

والعكس صحيح، فالفتيات اللاتي تعرضن لتجاهل أو تعنيف، قد ينجذبن إلى علاقات غير متوازنة، أو يقعن ضحايا لدوائر تكرار الأذى.

مسؤولية ممتدة

ليست العلاقة الصحية بين الأب وابنته مسألة عاطفية فقط، بل مسؤولية تربوية، تستدعي وعيا، وحضورا فعّالا، وقدرة على التعبير عن الحب بطريقة تعزز الشعور بالأمان، لا التعلق.

 

وجود الأب كداعم، وكصديق منصت، يفتح للبنت أبوابا واسعة لتكون امرأة قوية، متصالحة مع أنوثتها، وواثقة من نفسها، قادرة على خوض الحياة بعينين مفتوحتين، وقلب غير جائع للحب من أي مصدر.

أخبار ذات صلة

اللعب مع الأب يصنع الفارق في حياة الأطفال

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo