في مواجهة الحرائق المدمرة التي اجتاحت لوس أنجليس، قام الطبيب تشيستر غريفيث، الذي يبلغ من العمر 62 عامًا، بتنفيذ خطة كان قد أعدها مسبقًا لحماية منزله على شاطئ البحر في ماليبو من النيران.
ووفق ما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، فبعد إجراء عملية جراحية في الدماغ، انطلق غريفيث إلى لوس أنجلوس برفقة ابنه وجاره، حيث واجهوا معًا أسوأ حرائق شهدتها المدينة، ونجحوا في إنقاذ 6 منازل في حيهم، بينما تحولت المنازل المجاورة إلى رماد.
كان الحريق، الذي دمر آلاف المنازل، وأتى على أكثر من 12 ألف مبنى، لا يزال مستمرًا بشكل عنيف، مما دفع الرجال الثلاثة لمواصلة القتال، رغم الرياح العاتية التي سرعت النيران.
وفي وقتٍ ما، حاول كولبيرت، جار غريفيث، تجهيز سيارته للرحيل، لكنه قرر البقاء، قائلاً: لن أترك منزلي يحترق. باستخدام خراطيم المياه والمجارف، واصلوا إخماد النيران ومنع انتشارها إلى المنازل المجاورة.
في ليلة الأربعاء، اقتربت النيران بسرعة من المنازل، حيث أحرقت منزلين خشبيين في غضون 20 دقيقة.
وقال كولبيرت عن تلك اللحظة: لم نكن نعرف متى سينتهي الأمر، وكان ذلك أكثر رعبًا. على الرغم من المخاطر الشديدة، تمكنوا من إخماد الحريق باستخدام المياه والتراب، محققين انتصارًا مستمرًا في مواجهة الجحيم.
أكد غريفيث، الذي كان يتصرف بهدوء، أن ما فعله لم يكن بعيدًا عن تدريبه كجراح. وقال: أنت تتدرب وتستعد، وعندما تكون في خضم الأمر، تعتمد على ما تعلمته. من جهته، أشاد ابنه بتصرف والده قائلاً: كان ذلك تحت قيادته، وهو بطل بحق.
في تطور آخر، اضطر الرجال لملاحقة لصوص كانوا يحاولون نهب المنازل الخالية. ورغم التحديات الجسدية والنفسية، استمر كولبيرت في العمل حتى إن شعره اشتعل في إحدى المرات.
ومع كل تلك الصعوبات، أصر الرجال على البقاء لحماية ممتلكاتهم، مؤكدين أهمية التضامن المجتمعي في أوقات الأزمات.
اختتم غريفيث وكولبيرت تجربتهما بدروس قيمة حول أهمية روابط الجيرة والتعاون المجتمعي، مؤكدين أن ما قاموا به كان نتيجة تماسكهم كجيران.