في خطوة مبتكرة قد تحدث تحولاً كبيراً في مجال التنبؤ بالكوارث الطبيعية، يعمل فريق من العلماء على استخدام أجهزة تعقب متطورة لمراقبة سلوك الحيوانات، وذلك من خلال ربطها بشبكة أقمار اصطناعية جديدة ستُطْلَق في العام المقبل.
يهدف هذا المشروع إلى دراسة قدرة الحيوانات على التنبؤ بالأحداث الطبيعية مثل الزلازل والانفجارات البركانية، بالإضافة إلى تقديم رؤى جديدة حول الهجرة وانتشار الأمراض وتأثيرات تغير المناخ.
مشروع "إيكاروس"، الذي يقوده معهد "ماكس بلانك" لسلوك الحيوانات في ألمانيا، يهدف إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية الصغيرة التي تراقب حركة آلاف الحيوانات حول العالم، بما في ذلك الكلاب، الماعز، وحتى الحشرات.
ويشمل المشروع دراسة سلوك الحيوانات في مختلف البيئات، من مناطق المزارع إلى البراري، لتحديد مدى قدرتها على التنبؤ بالأحداث الطبيعية.
التجارب السابقة على منحدرات جبل إتنا في صقلية، على سبيل المثال، أظهرت أن الماعز يظهرون سلوكاً غير طبيعي، ويرفضون التوجه إلى مناطق المراعي المرتفعة قبل وقوع الانفجارات البركانية. كما سجلت دراسة أخرى في جبال أبروتسو في إيطاليا قدرة الحيوانات على التنبؤ بـ7 من أصل 8 زلازل كبيرة في المنطقة.
وتعتقد الفرق البحثية أن هذه الظواهر قد تكون نتيجة لتغيرات جيولوجية، مثل انبعاث أيونات من الصخور قبل حدوث الزلازل، وهو ما قد يكون عاملاً يحفز الحيوانات على التصرف بطرق غير معتادة.
ويُعِد المشروع إلى أبعد من مجرد مراقبة الكوارث الطبيعية، حيث يشمل تطبيقات أخرى مثل مراقبة صحة الحياة البرية، واكتشاف الأمراض. على سبيل المثال، اُسْتُخْدِمت أجهزة استشعار على الخنازير البرية للكشف المبكر عن تفشي حمى الخنازير الأفريقية، مما يساعد على الحد من تأثير هذه الأمراض في المزارع.
بعد انفصال المشروع عن روسيا نتيجة غزو أوكرانيا، يخطط الفريق الآن لإطلاق الأقمار الاصطناعية الخاصة به، مثل "إيكاروس كيوبسات"؛ بهدف توسيع نطاق مراقبة حركة الحيوانات عبر العالم.
الهدف النهائي هو بناء شبكة عالمية من الأقمار الاصطناعية التي ستساعد على تحليل سلوك الحيوانات وتوفير رؤى جديدة حول العالم الطبيعي، بما يعزز فهمنا للبيئة، ويسهم في حماية كوكب الأرض.
ويختتم الدكتور مارتن فيكيلسكي، المشرف على المشروع، قائلاً: قد تكون هذه المبادرة خطوة هامة لفهم أعمق للتغيرات البيئية والتعامل مع الكوارث الطبيعية بشكل أكثر استباقية.