تتغير العلاقة بين الأهل والأبناء كثيرًا مع مرور الزمن، ويصبح هذا التغيير أكثر وضوحًا وتعقيدًا مع تقدم الأبناء في السن، إذ يسعى الأهل للحفاظ على العلاقة نفسها التي ربطتهم بأطفالهم عندما كانوا صغارًا، في حين يتطلع الأبناء للحصول على استقلالهم العاطفي، خاصة بعد بلوغهم سن الثلاثين.
لحل هذه المعضلة الأزلية، نقدم لك مجموعة من النصائح العملية التي ستساعدك على تحسين علاقتك بوالديك وجعلها أكثر صحة وسعادة.
الاختلاف وليس الخلاف
أول خطوة نحو تحسين العلاقة مع والديكِ هي الاعتراف بأنكِ مختلفة عنهما، وهذا الاختلاف ليس بالضرورة سيئًا. كل فرد لديه تطلعات وآراء مختلفة، وهذا جزء طبيعي من التطور البشري. تقبّل هذا الاختلاف يفتح الباب لفهم أعمق وتواصل أفضل بينكما.
الانفصال العاطفي
الانفصال العاطفي لا يعني قطع الروابط الأسرية، بل هو عملية بناء هويتكِ الشخصية بعيدًا عن تأثير والديكِ المباشر. يجب أن تكوني قادرة على اتخاذ قراراتكِ بشكل مستقل دون الحاجة المستمرة لموافقتهما.
قبول العيوب والنواقص
كل منا لديه عيوبه ونواقصه، وهذا ينطبق على والديكِ أيضًا. تقبلي أن والديكِ ليسا مثاليين، واعترفي بما كان مزعجًا في تجربتكِ أثناء النشأة، ثم امضي قدمًا.
فهم خلفيات والديك
والداكِ هما نتاج نشأتهما وتجارب حياتهما، ولديهما وجهات نظر مختلفة قد لا تتوافق دائمًا مع آرائكِ. تفهّم هذه الخلفيات يساعدكِ على تقبل اختلاف وجهات النظر.
تغيير السلوك
بدلاً من محاولة تغيير والديكِ، ركزي على تغيير سلوككِ وطريقة تفاعلكِ معهما. وضع حدود واضحة لما هو مقبول وغير مقبول من الأمور الحيوية لتحسين العلاقة.
تجنب المواضيع السامة
تجنبي الخوض في مواضيع قديمة وسامة لا يمكن حلها وتسبب الألم. ذكّري والديكِ بلطف أنكِ الآن شخص بالغ وقادرة على اتخاذ قراراتكِ الخاصة.
تطوير اهتمامات مشتركة
حاولي تطوير اهتمامات وأنشطة يمكنكِ الاستمتاع بها معًا كأصدقاء بالغين. هذا يساهم في خلق بيئة تشاركية ومتساوية بينكما.
حل المشاكل
عندما تواجهين مشاكل مع والديكِ، تعاملي معها على أنها مشاكل بسيطة تتطلب الحل، وليس كعيوب في الشخصية، أو معركة يجب الفوز بها.
الاستقلالية
لا تتوقعي من والديكِ القيام بالأشياء نيابة عنكِ مثلما كانا يفعلان في الماضي. كوني مستقلة ولا تطلبي نصيحتهما إلا إذا كنتِ تحتاجينها حقًّا.