قد يكون اتخاذ قرار الانفصال عن شخص تحبينه أمرًا صعبًا، خصوصا عندما تبنيان حياة معًا، وترتبطان بأصدقاء مشتركين، وتطوران روتينًا خاصا بكما.
ويعتبر اختيار البدء من جديد أمرًا مخيفًا، فكيف تعرفين أنه يجب عليك الانفصال عن شريكك أو زوجك؟ وأن علاقتك لم تعد تخدمك على المستوى النفسي والعاطفي وبالحياة؟.
إذا كنت تطرحين هذا السؤال على نفسك باستمرار، عليك مراعاة عوامل أساسية لتحديد إذا كان اختيارك هو الأنسب أم أنه لم يحن الوقت بعد، وفقا للخبراء في استراتيجيات العلاقات سوزان ديجس وايت، وبارتون جولدسميث، وإليزابيث أوفرستريت بحسب ما قدموا لموقع "brides".
تقاتلين طوال الوقت
وجود خلافات مع شريك حياتك من وقت لآخر أمر طبيعي، لا يمكن لشخصين أن يتفقا دائمًا على كل موضوع، ولكن المشكلة تأتي عندما تتكرر الخلافات، وتتضمن العلاقات الصحية التواصل القوي والقدرة على التعامل مع المشكلات من خلال نية العمل معًا.
تقول الدكتورة سوزان وايت خبيرة العلاقات والمدربة المعتمدة: لكل زوجين أسباب مختلفة ويخصصان أغراضًا مختلفة للقتال أو الجدال، والأشخاص الأصحاء لا يعيشون حياتهم بدون صراع فحسب، بل يستخدمون الصراع لتوجيه التغيير والنمو.
وتضيف: إذا كنت على خلاف دائم مع شريكك، فقد تجدين نفسك تشعرين بالغضب أو تكونين في حالة مزاجية سيئة في كثير من الأحيان، فالمعارك التي لا يتم حلها لا تكون مثمرة للعلاقة. بدلًا من قضاء أيامك في الجدال، قد يكون الوقت قد حان للتفكير في الانفصال.
تشعرين أنك أمر مفروغ منه
علامة أخرى واضحة هي عندما تجدين تصرفات شريكك تُظهر بأنه لا يهتم بمشاعرك، إذ يتطلب الدخول في علاقة صحية أن نجعل بعضنا أولوية، وهذا لا يمكن أن يحدث عندما يشعر أحد الطرفين أنه يتم أخذه على أنه أمر مسلم به.
ويقول الدكتور بارتون في هذا الصدد: "عندما لا تتمكنين من دعم شريكك، فإنك بذلك توضحين له أن الأمر لا يستحق وقتك وطاقتك. وهذا يجعل من تحبين يشعر بأنه غير صالح".
ويضيف، إذا لم تتمكني من التواجد بجانب نصفك الآخر، يكون قد حان وقت الرحيل.
أنتِ لست نفسك
لكي تكوني متصلة بشخص آخر، يجب أن تكوني حرة وعلى طبيعتك. إنها ليست علامة جيدة إذا كنت تشعرين أنك تلعبين دورًا لتكونين الشخص الذي يريده شريكك في كل شيء.
وإذا وجدت نفسك تخفين ما يدور في ذهنك حقًا، أو تتصرفين بطريقة مختلفة عما تفعلينه مع أفضل أصدقائك وعائلتك، فقد تكون العلاقة خاطئة. ويجب أن يلهمك حبيبك وزوجك لتكوني النسخة الأسعد والأكثر أصالة من نفسك.
تريدين أشياء مختلفة
عندما تفكرين في مستقبلكما معًا، هل تتوافق أهداف حياتكما؟ الأطفال، والطموحات المهنية، والمكان الذي تريدين أن تعيشين فيه، وحتى التفاني للأصدقاء أو العائلة هي توقعات شائعة يختلف عليها الأزواج.
وتوصي ديجيس بتخيّل كيف ستكون حياتك مختلفة إذا لم يكن شريكك جزءًا منها: هل ستتغير خططك بشكل جذري، أم أن مستقبلك متشابه؟. إذا كنت تريدين أطفالًا يومًا ما ولم يرغب هو في ذلك، فإن هذا الاختلاف الكبير في أولوياتك يمكن أن يؤدي إلى وجع القلب في المستقبل.
ورغم أنه من الصعب الانفصال عن شخص تحبينه، إلا أنك مدينة لنفسك بالعثور على شخص يريد نفس الأشياء لجعل علاقتك مرضية وطويلة الأمد.
أنت معه للأسباب الخاطئة
عندما بدأتما المواعدة لأول مرة، هل رفرف قلبك عندما رأيته؟ أم أنك سعيدة فقط بالعثور على رفيق؟ من المهم أن تكوني صادقة مع نفسك.
إذ يخشى الكثير من الناس أن يكونوا عازبين، أو نفاد الوقت للعثور على شخص ما. لكن في النهاية الحياة مليئة بالصعود والهبوط. يمكنك العثور على العلاقة الصحيحة في أي وقت في حياتك؛ لن يحدث هذا عندما تركزين على شخص أنت معه لأسباب خاطئة، فأنت مدينة لنفسك بالانفصال باحترام.
أنت تستحقين أن تكوني مع شريك أحلامك. مهما كانت الأسباب التي تجعلك تشعرين بعدم الرضا تجاه شريك حياتك، فمن المهم أن تفكري في مصلحتك الشخصية.
إذا قررت الانفصال، كوني متفهمة ولطيفة. على المدى الطويل، يمكن أن يقودكما إلى عيش حياة أكثر سعادة بعيدًا عنكما.
علامات لا ينبغي عليك الانفصال عنها بعد
من المهم أن نلاحظ أنه حتى أقوى الأزواج يتساءلون عما إذا كانت علاقتهم قد تكون مستدامة على المدى الطويل أم لا؛ لذلك لا يجب عليك بالضرورة أن تقفزي لقطع الاتصال إذا كانت لديك هذه الأفكار.
تذكري أن المد والجزر هما في النهاية جزء من الشراكة، وحتى الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات صحية وسعيدة لديهم نقاط قد يفكرون فيها بإنهاء العلاقة أو يتساءلون عما إذا كان الاتصال مستمرا.
تقول الأخصائية إليزابيث أوفرستريت: مع نضوج العلاقة، ستكون هناك أوقات نشعر فيها بالقرب من الآخرين وأوقات يختبرون فيها صبرنا، مما يجعلنا نعيد النظر في العلاقة.
وتتابع: من المهم أن تكون "واضحًا وواقعيًا" بشأن هذه التقلبات، التي تشير إلى أن هناك "فرقًا بين المعاناة في العلاقة والتواجد في علاقة سامة".
إذا كنت تمرّين حاليًا بمرحلة صراع، فتذكري أنك قد تخرجين منها أقوى على الجانب الآخر.
وإذا كانت بعض الأشياء سليمة في علاقتك، اسألي نفسك هذه الأسئلة:
هل تعلمين أن العمل معًا خلال هذه الصعوبات سيعزز علاقتكما؟.
هل أنتما قادران على الثقة ببعضكما والتواصل المفتوح؟.
هل أنتِ على استعداد لأن يتدخل شخص ما، مثل المعالج أو المستشار أو المدرب وما إلى ذلك، لمساعدتكما في التغلب على هذه الاختلافات؟.
إذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة هي نعم، فلم يحن وقت الانفصال بعد؛ لأن بعض هذه الأمور هي جزء من استمرار العلاقة وليس بالضرورة سببًا لإنهاء الأمور.