تمكّن طاقم مهمة "Fram2" التابعة لشركة SpaceX من التقاط أول صورة طبية بالأشعة السينية في الفضاء، وذلك ليد بشرية، لتكون سابقة علمية تحدث لأول مرة خارج الغلاف الجوي للأرض.
انطلقت مهمة "Fram2" في 31 مارس/آذار، مدفوعة بشغف استكشاف الحدود الجديدة للتقنية والطب.
وقد موّل الرحلة رجل الأعمال المالطي وملياردير العملات الرقمية تشون وانغ، الذي رافقه ثلاثة مغامرون آخرون مهتمون بالمجالات العلمية، في أول رحلة بشرية تدور في مدار قطبي حول الأرض — من القطب الشمالي إلى الجنوبي.
استعاد الطاقم لحظة اكتشاف الأشعة السينية قبل 130 عامًا، حين التقط الفيزيائي الألماني فيلهلم رونتغن أول صورة بالأشعة ليد زوجته.
وعلى غرار تلك الصورة الكلاسيكية التي أظهرت يدًا بخاتم، أعاد طاقم "Fram2" إنتاج الصورة على ارتفاع 200 ميل، وداخل كبسولة فضائية تسبح بسرعة 17,500 ميل/الساعة في مدار الأرض.
اعتمدت التجربة على جهاز أشعة سينية محمول تم تعديله ليتناسب مع بيئة الفضاء، حيث واجه العلماء تحديًا كبيرًا يتعلق بالإشعاع الخلفي المرتفع الذي قد يؤثر على جودة الصورة.
لكن النتائج الأولية جاءت مبشّرة. وصرّح الدكتور لوني بيترسن من MIT، وأحد المشاركين بالمشروع: الجودة التي رأيناها في الصور الأولى مذهلة، وقد تفوقت على توقعاتنا… نحن متحمسون لمواصلة تحليل البيانات.
لم يقتصر الإنجاز على تصوير اليد فقط، بل استمر الطاقم في توسيع نطاق استخدام الأشعة السينية، فتم تصوير مناطق مختلفة من الجسم مثل الصدر والبطن والساعد، بالإضافة إلى تصوير مكونات إلكترونية لفحصها بدقة؛ كما يجري العمل على تحسين أوضاع الأجسام في حالة انعدام الجاذبية للحصول على صور أوضح.
خلال مدة الرحلة التي استمرت ثلاثة أيام ونصف، نفّذ الطاقم 22 تجربة علمية شملت مراقبة قطبي الأرض، زراعة الفطر، والمسح الإشعاعي لجسم الإنسان، ضمن مشروع "SpaceX-Ray" الطبي.
هذا النجاح يفتح آفاقًا جديدة نحو تطوير الرعاية الطبية في الفضاء، خصوصًا مع ازدياد الحديث عن رحلات طويلة المدى إلى القمر والمريخ.
وتوفر تقنيات تشخيصية مثل الأشعة السينية سيكون عاملاً محوريًا في الحفاظ على صحة رواد الفضاء مستقبلاً.