يُعد الطلاق من أصعب القرارات وأكثرها إيلاماً، وغالباً ما يكون الشخص صاحب العلاقة، مُحاطاً بالمشاعر المعقدة والضغوطات. ووسط هذه المشاعر المتناقضة، يلجأ بعض الأزواج إلى مستشاري الطلاق، وهو شكل من أشكال العلاج لمساعدة الأفراد على مواجهة التحديات العاطفية والعملية للانفصال.
وبالتأكيد، تختلف دوافع طلب استشارة الطلاق، ففي بعض الحالات، يكون لدى الزوجين تفاهم مشترك للمشكلة، ويسعيان للحصول على العلاج برضا تام. بينما في حالات أخرى، قد يكون أحد الزوجين هو الراغب في الطلاق، بينما يرفض الطرف الآخر.
وبغض النظر عن الدافع، تهدف استشارة الطلاق إلى مساعدة الأفراد وهي مهمة لكلا الزوجين لعدة أسباب منها ما يلي.
المساعدة في اتخاذ القرار
تُتيح لك الاستشارة مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرك، ومن خلال الجلسات تتحدثين عن مخاوفك دون خوف من الحكم المسبق.
سيعمل المُستشار معك لفهم مشاعرك العميقة ودوافعك وراء رغبتك في الطلاق أو الاستمرار في العلاقة.
وستُزودك جلسات الاستشارة بأدوات تحليلية لفهم ديناميكيات علاقتك وتقييم مدى إمكانية إصلاحها.
وقد تُقدم لك الاستشارة خيارات أخرى لم تُفكري بها سابقًا، مثل الانفصال المؤقت أو العلاج الزوجي المكثف.
التعلم وفهم الشريك
سيعمل المُستشار معك ومع شريكك على تطوير مهارات التواصل اللازمة للتعبير عن مشاعرك واحتياجاتك ورغباتك بوضوح ودون خوف أو لوم.
ومن خلال الاستشارة كيفية الاستماع باهتمام وتركيز لوجهة نظر شريكك، وفهم مشاعره واحتياجاته دون مقاطعة أو إصدار أحكام.
ستُساعدك جلسات الاستشارة على تطوير مهارات الحوار البنّاء؛ ما يُتيح لك ولزوجك مناقشة مشاكلك بطريقة هادئة وفعّالة.
فالتواصل الفعّال، يقلل من سوء الفهم والتفسيرات الخاطئة، وقد يُساعد على حلّ الخلافات بشكل سلمي.
ويعدّ التواصل، المحورَ الرئيس للاستشارة الإلزامية قبل الطلاق للزوجين.
مستقبل أفضل لأطفالك
تُعدّ استشارة الطلاق أداة فعّالة في مساعدة الأزواج على اتخاذ قرارٍ مُستنير بشأن مستقبل أطفالهم، وذلك من خلال تقليل حدة الصراع بين الزوجين؛ ما يُقلّل من شعور الأطفال بالتوتر والقلق.
وتتيح الاستشارة للزوجين مناقشة مشاكل حضانة الأطفال ورعايتهم بطريقة هادئة وبناءة. ووضع خطة مشتركة لرعاية أطفالكما بعد الطلاق.
تُقدّم الاستشارة الدعم اللازم للأطفال لمساعدتهم على التأقلم مع تغييرات الطلاق وفهم مشاعرهم. ليُصبح الطلاق أقل ضررًا على الأطفال والحفاظ على علاقة صحية مع الوالدين.
توفير المال
على المدى القصير، قد تكون تكلفة الاستشارة الزوجية مرتفعة، لكنها أرخص بكثير من تكاليف الطلاق، والتي تشمل رسوم المحاماة، وتقسيم الممتلكات، والنفقة، وغيرها.
وعليه، فإن الاستشارة الزوجية تساعد على حل المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق، مثل سوء التواصل، والمشاكل المالية، والخيانة الزوجية، وغيرها.
وتُساعدك الاستشارة على التوصل إلى اتفاق عادل، بشأن تقسيم الممتلكات والنفقة وحضانة الأطفال؛ ما يُقلّل من احتمالية الخلافات المُكلفة في المستقبل.
تحقيق السعادة
يُعدّ السعي وراء السعادة هدفًا أساسيًّا في الحياة، ويُمكن أن تُساعدك استشارة الطلاق على تحقيقه من خلال، الشعور بالرضا عن النفس عند اتخاذ قرارٍ مُستنير بشأن مستقبلك. ما يُشعرك بالرضا عن نفسك، ويُقلّل من الشعور بالذنب أو الندم.
تُساعدك الاستشارة على فهم نفسك بشكل أفضل وتطوير مهاراتك الشخصية، ما يُسهم في نموك كفرد سعيد وناجح.
تُعلّمك الاستشارة مهارات التواصل والتعاطف، ما يُساعدك على بناء علاقات صحية مع عائلتك وأصدقائك.