يُمثل الزواج رحلة مشتركة مليئة بالتحديات والفرح، ولكن قد تأتي لحظات تجعل استمراره موضع تساؤل، وقد تجدين نفسك في هذا المفترق، فلا داعي للخوف.
ولا يُخفى على أحد أن قرار إنهاء العلاقة الزوجية صعبٌ للغاية، خاصةً إذا كان هناك أطفال، إنه قرارٌ يمزج بين المشاعر المتناقضة.
في هذا المقال، نُقدم لك ثمانية أسئلة جوهرية تُساعدك على تقييم وضعك الحالي وفهم ما إذا كان زواجك قابلًا للإنقاذ أم لا، قبل التفكير بالانفصال.
هل تقدمين أفضل ما لديكِ؟
من السهل توجيه أصابع الاتهام للطرف الآخر خاصة إذا كنت في خضم المشاكل الزوجية، ولكن في قرار مصيري مثل الطلاق، خذي وقتا لتقييم دورك في العلاقة.
هل أنت سريعة الغضب؟ هل تفتقرين إلى التواصل الفعال؟ هل أنت منغلقة عاطفيًا؟ إذا أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فهناك مجال للتحسن.
يجب أن تحرصي على تقديم أفضل نسخة من نفسك في العلاقة قبل التفكير في إنهاء الزواج.
هل يتمتع شريك حياتك بالأخلاق؟
هل يتحلى شريك حياتك بالأخلاق والقيم الثابتة؟ هل زوجك يعتبر مصدرا للثقة؟، وهذا يعني أن تعرفي إن كان شريك حياتك شخصا صالحا، ويعامل الآخرين باحترام وصدق ولطف.
لأن الجواب على هذه الأسئلة قد يمنحك مزيدا من الوقت للتفكير قبل اتخاذ قرار جدي مثل الطلاق.
هل تبذلين كل جهدك لتحسين العلاقة؟
لا يمكن لأحد منكما وحده إصلاح علاقة بين شخصين، فإذا رفض أي منكما بذل الجهد لتحسين الأمور، فعلى الأرجح لن يتحسن الوضع.
فمن المهم أن يكون كلاكما على استعداد للعمل على العلاقة، وأن تسألي نفسك، هل بذلت كل جهدي لإصلاح العلاقة؟ أو هل يبذل زوجي جهده لتحسين العلاقة؟.
الإجابة هنا تدفعك لإعطاء الفرصة والوقت لكما من أجل العلاقة، خصوصا إذا كان لديك أطفال.
هل تحبين زوجك؟
بداية العلاقات غالبا ما تكون مليئة بفرط الحركة، وتشتت الانتباه والتعلق الشديد، ولكن بمرور الوقت، يقل هذا الشعور وتستقر الأمور.
من السهل أن يتمسك الطرف الآخر بالصورة المثالية التي كوّنها عن شريكه في بداية العلاقة.
تذكري أنكِ تحبين زوجك على حقيقته، وليس على الصورة التي تتمنين أن يكون عليها.
وسؤالك عن الحب هنا، يحدد إذا ما كنت تقدرين هذا الحب، وتعلمين مقدار مشاعرك تجاهه وقدرتك على التفكير مجددا في موضوع الطلاق.
هل حددت قيمك ورغباتك التي لا يمكن تجاوزها؟
قرار إنهاء الزواج ليس قرارا بسيطًا، خاصة في ظل وجود أطفال، لذلك خذي وقتك لتحديد رغباتك واحتياجاتك وحدودك التي لا يمكن تجاوزها.
واسألي نفسك، ما هي الأشياء التي تعتبرينها ضرورية لدرجة أن تنهي العلاقة من أجلها؟. إذ إن الإجابة هنا تتعارض مع قيمك ورغباتك، وتحدد لكِ ما إذا كنت في الاتجاه الصحيح لاختيار الطلاق.
هل العلاقة مسيئة عاطفيا أو جسديا؟
هناك فرق بين العلاقة التي تشهد صراعات مستمرة وبين العلاقة المسيئة عاطفيا، إذ يسعى كل طرف للسيطرة على الآخر.
إذا كنت تشعرين بأنك في علاقة مسيئة، فاطلبي المساعدة المهنية فورا لتفهمي أكثر حول الإساءة العاطفية.
هل الخوف من الوحدة يجعلكِ متمسكة بالزواج؟
عليك بهذا السؤال، لأن كثيراً من قراراتنا بشأن استمرار العلاقة الزوجية تكون بدافع الخوف من الألم أو الوحدة.
فإذا وصلت إلى مرحلة التفكير في الانفصال، فهذا يعني أنك تعانين بالفعل ألمًا كبيرًا، وإن كان مألوفًا.
وهناك فرق بين ألم البقاء في علاقة غير صحية وألم الانفصال، فبينما يُمكن معالجة ألم الانفصال مع الوقت، فإن ألم البقاء في علاقة سيئة سيكون طويل الأمد، وقد يُسبب ضررًا للأطفال.
فالألم الذي ستشعرين به بعد الانفصال مؤقت على الأرجح، بعكس الألم الذي تعانيه حاليًا إذا لم يكن هناك تحسن في العلاقة.
هل استكشفتِ كل الخيارات المتاحة للمساعدة؟
وهنا بعد الإجابة عن السؤال قد تكتشفين أنه يمكن للمختصين النفسيين مساعدتك على اتخاذ هذا القرار الصعب، وكذلك مساعدتك على التغلب على أي مشكلات شخصية، أو من طفولتك تؤثر في علاقتك الزوجية.
كما تتوفر العديد من الكتب والموارد التي تساعدك على فهم طبيعة العلاقات الصحية، وتقييم علاقتك بناءً عليها.