أعلنت جامعة القاهرة، في بيان رسمي صدر الأربعاء، وفاة الطالب عمر محمد طلبة محمد، وهو طالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب البشري، بعدما أقدم على إنهاء حياته شنقاً داخل المدينة الجامعية للطلاب بمنطقة بين السريات خلال فترة امتحانات الدور الثاني.
هذه الواقعة هزت الأوساط الأكاديمية، وأثارت موجة من الحزن والأسى بين زملائه وأساتذته في الجامعة.
فور علم الجامعة بالحادثة، قامت بإبلاغ الجهات الأمنية المعنية لبدء التحقيقات اللازمة. كما أصدر رئيس الجامعة تعليماته لنائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب لإعداد مذكرة تفصيلية حول الحادثة، والعمل على الوقوف على جميع ملابساتها. وأُحِيلَت القضية إلى الإدارة المركزية للشؤون القانونية في الجامعة لإجراء تحقيق إداري، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي.
في بيانها، أكدت الجامعة اهتمامها بتقديم خدمات الدعم النفسي لجميع طلابها، مشيرة إلى المراكز الخدمية المتخصصة التي أُنْشِئَت لهذا الغرض منذ سنوات. كما شددت الجامعة على أنها لن تتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان تقديم الدعم اللازم لمن يحتاجه من الطلاب، في ظل الضغوط النفسية المتزايدة التي قد يواجهها البعض خلال فترة الدراسة.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي للطلاب وغيرهم من أفراد المجتمع. وتوفر الدولة المصرية عدة خطوط ساخنة لدعم المرضى النفسيين ومساعدة من يعانون أفكاراً انتحارية، من بينها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، والذي يعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدة والاستشارات النفسية. كما يقدم المجلس القومي للصحة النفسية خدمات مشابهة لدعم من يواجهون مشاكل نفسية.
في هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الانتحار يعتبر من الكبائر وفقاً للشريعة الإسلامية، إلا أن المنتحر لا يُعتبر كافراً. وأكدت الدار ضرورة التعامل مع هذه الحالات باعتبارها مشكلات نفسية تحتاج إلى تدخل طبي متخصص، مع تجنب التهاون في تقدير خطورة هذه الظاهرة والابتعاد عن تبريرها بأي شكل من الأشكال.
أثارت الحادثة ردود فعل واسعة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، وفتحت باب النقاش على مصراعيه حول مدى أهمية الصحة النفسية في البيئات الأكاديمية، ودعت الجميع لإعادة تقييم الدعم المقدم للطلاب في مواجهة الضغوط الدراسية والشخصية.
وقررت النيابة العامة إبقاء جثة الطالب بمشرحة المستشفى، وأمرت ببدء التحريات لمعرفة سبب الانتحار، والعودة إلى كاميرات المراقبة للكشف عن تفاصيل الحادثة.