عند النظر لأول مرة إلى لوحة إدفارت مونك التي رسمها في عام 1892، قد يعتقد البعض بأنها صورة إنسانية لافتة للنظر، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
تلك اللوحة المدهشة، التي أُبدعت قبل عام واحد فقط من تحفته الشهيرة "الصرخة" ("The Scream")، تحوي تفاصيل غامضة تجعل المتلقي يصاب بالدهشة.
ولكن، بتمعن أكبر في اللوحة، يظهر أن هناك شيئًا غير عادي، إذ يظهر في كُمِّ ثوب الرجل في الصورة، وتحديدًا عند الحافة السفلية، جسدان أثيريان يتعانقان تحت ضوء القمر في مشهد غامض.
تعد هذه المرة الأولى التي ستُعرض فيها هذه اللوحة المثيرة للاهتمام، التي كانت مخفية داخل اللوحة الرئيسية، في بريطانيا بعد إعادة اكتشافها.
سيُكْشَف عن اللوحة في "معرض اللوحات الوطني" في لندن في مارس/آذار 2025، ضمن معرض كبير تحت عنوان "لوحات بورتريه إدفارت مونك". هذه الفرصة تمثل لمحة نادرة عن العمل الفني لأحد رواد المدرسة التعبيرية في القرن العشرين.
الشخص المرسوم في اللوحة هو ثور لوتكن، محامٍ نرويجي وصديق مقرب لمونك. وكان لوتكن قد قدم المساعدة القانونية لمونك، ورافقه في أشهر الصيف على ضفاف خليج "أوسلو".
كما ظهر ثور لوتكن في لوحة مونك الشهيرة "الفتيات على الجسر" ("The Girls on the Bridge") التي أُنْجِزَت في عام 1901.
وكان لوتكن أحد الأصدقاء الذين أشار إليهم مونك كـ"حراس الإنقاذ" أو "الحُماته" الذين ساعدوه خلال أوقات حياته الصعبة.
كانت هذه اللوحة قد بقيت في حوزة أحفاد لوتكن منذ مدة طويلة، الذين انتقلوا إلى إسبانيا. وفي وقت لاحق، أعاروها إلى المتحف الوطني للفنون في كاتالونيا في برشلونة قبل أن تُباع في عام 2022.
هذا البيع جلب معه اهتمامًا خاصًا، إذ يعتقد كثيرون أن مونك رسم اللوحة لصديقه لوتكن في مقابل الخدمات القانونية التي قدمها له، بدلًا من دفع أجر نقدي.
تجسد لوحة "الصرخة" إحدى أكثر الأعمال شهرة في تاريخ الفن، وكان من المؤكد أن مونك سيشعر بالدهشة لو علم أن إحدى نسخ لوحته قد بيعت في عام 2012 مقابل مبلغ ضخم بلغ 119.9 مليون دولار.