تُعرض لوحة بيضاء "فارغة" تحمل عنوان "جنرال 52 × 52" للفنان الأمريكي الراحل روبرت رايمان في مزاد علني يُقام في دار كيترير كونست في برلين، اليوم السبت 7 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
تُقدّر اللوحة، التي أُنجزت عام 1970، بأكثر من 1.5 مليون دولار، على الرغم من مظهرها "الفارغ" للوهلة الأولى. العمل عبارة عن لوحة قماشية مطلية بالكامل باللون الأبيض باستخدام مزيج خاص من دهانات الإيناملاك والمينا البيضاء، التي تُستخدم عادة في طلاء المعادن.
وبسبب الطبيعة الحساسة للعمل الفني، الذي يتميز بسُمك بالغ الرقة، لم تتمكن دار المزادات من نقله للعرض قبل البيع، وأوضحت في بيان أن "أصغر الآثار على السطح الخالي من العيوب قد تقلل قيمة العمل بشكل كبير".
رايمان، الذي توفي في عام 2019 عن عمر يناهز 88 عامًا، كان يُعرف بأسلوبه التجريدي والبسيط، إذ ركزت أعماله بشكل أساس على اللون الأبيض كوسيلة لاستكشاف الضوء والمواد والفراغ.
وصرّحت سيمون ويشمان، خبيرة الفنون لدى دار المزادات: الأبيض ليس أبيضَ دائمًا. اللون الأبيض يجعل الضوء والحركة وبنية المادة مرئية، ويتحدى المشاهد ليصبح خالق الفن ذاته.
ولم يكن لدى رايمان، وفق ما نشرت صحيفة نيويورك بوست، خلفية فنية رسمية، إذ بدأ الرسم كهواية في أثناء عمله حارسَ أمن في متحف الفن الحديث في نيويورك. ورغم الجدل حول أسلوبه، إلا أن أعماله حققت مبيعات بملايين الدولارات.
بيع هذا النوع من الأعمال الفنية ليس بالأمر الجديد. في نوفمبر الماضي، بيعت قطعة مثيرة للجدل من تصميم الفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان بعنوان "كوميدي" - موزة مثبتة بشريط لاصق - مقابل 6.2 مليون دولار.
وأثارت هذه القطعة جدلًا واسعًا، خاصة عندما أكلها رجل الأعمال الذي اشتراها فور حصوله عليها، لتصبح رمزًا للجدل بين قيمة الفن ومعناه.