حدود صحية في العلاقات

كيف تبنين حدودا صحية مع الآخرين؟

منوعات
فريق التحرير
1 نوفمبر 2024,5:11 ص

فهم كيفية وضع الحدود الشخصية هو أحد العناصر الأساسية لتحقيق الصحة النفسية والسلام الداخلي.

يشير هذا المفهوم إلى إنشاء مسافة صحية بين الأفراد، لأن الحدود الشخصية تحدد ما الذي يمكننا السماح به في حياتنا وما يجب علينا رفضه للحفاظ على راحتنا النفسية.

38836e47-68d4-4125-bd8c-73962b7c705e

ما هي الحدود وكيف نضعها؟

الحدود هي حواجز أو قيود نضعها لنحمي أنفسنا من تجاوزات قد تؤثر سلبًا على حياتنا. فعندما نحدد حدودنا مع الآخرين، نُوضِّح لهم ما يمكن أن نقبله وما لا يمكننا تحمله، مثل تجنب سلوكيات مزعجة كالفضول غير المبرر، أو المحادثات المزعجة، أو حتى الالتزامات التي تتجاوز قدراتنا.

تعد الحدود وسيلة لتمكيننا من احترام حدود قدرتنا، وضمان التوازن بين الحياة الشخصية والتعامل مع الآخرين.

أخبار ذات صلة

الصمت العقابي في العلاقات.. حل مؤقت أم شرارة لمشاكل أكبر؟

الفرق بين الحدود والطلبات

الطلبات هي عندما نطلب من الآخرين تغيير سلوكهم ليكونوا أكثر توافقًا مع احتياجاتنا، في حين أن الحدود هي ما نسمح به من أفعال تناسب احتياجاتنا دون الحاجة لتغيير الآخرين.

فمثلًا، يمكننا طلب المزيد من الاهتمام أو الدعم من شخص ما، لكن الحدود لا تتعلق بجعل الآخرين يعطوننا المزيد من الوقت أو الاهتمام، بل ترتبط أكثر بتحديد ما سنسمح له أن يؤثر في حياتنا وما لا نسمح.

1a897fb7-5e58-441d-9d76-ae130c40be13

التعبير عن حدودنا

قد تتطلب بعض المواقف استخدام طرق مختلفة للتعبير عن الحدود بوضوح. من بين هذه الطرق:

النهج البسيط والواضح

عندما نحتاج إلى ردود بسيطة وواضحة، يمكن أن نستخدم عبارات مثل "لا" أو "آسف، لا أستطيع". هذه الردود تكون ملائمة عندما نتلقى طلبات صغيرة لا نرغب في تلبيتها.

استخدام عبارات تبدأ بكلمة "أنا" يمكن أن يساعدنا في توضيح مشاعرنا واحتياجاتنا. على سبيل المثال، يمكن أن نقول: "أشعر بالتوتر عندما تتحدث عن أموري الشخصية أمام الآخرين؛ أحتاج إلى الخصوصية في هذه المواضيع."

هذه الطريقة تسهم في التواصل الواضح وتجنب إلقاء اللوم على الشخص الآخر.

الشفافية التامة

تستخدم مع الأفراد الذين نثق بهم ولا يخشون مشاركتنا الصريحة لمشاعرنا. على سبيل المثال، "أعلم أنني كنت أشارك في أمور معينة في السابق، لكني الآن بحاجة إلى التركيز على نفسي ولا أستطيع الاستمرار في ذلك".

التعبير عن الاختلاف

عندما نرغب في التعبير عن آرائنا الشخصية ووجهات نظرنا بوضوح دون التأثير من آراء الآخرين، يمكننا قول "أختلف"، أو "لا أشارك هذا الرأي"، وبذلك نضع حاجزًا ذهنيًّا يفصل بين قناعاتنا وقناعات الآخرين.

faad3498-a414-4900-bbe7-5b4b81efeb6d

تحقيق الحدود في حياتنا اليومية

إذا حددنا أن سلوكًا معيَّنًا غير مناسب بالنسبة لنا، يجب أن نلتزم بذلك من خلال التصرف بناءً على حدودنا.

فمثلًا، إذا قررنا ألّا نشارك في حديث يثير فينا شعورًا بعدم الراحة، يجب أن نغادر هذا الحديث عند حدوثه، أو إذا قررنا ألّا نرد على الاتصالات في أوقات معينة، فنلتزم بذلك بترك المكالمات حتى أوقات مناسبة.

في بعض الأحيان، قد يواجه الناس صعوبة في تقبل حدودنا، وقد يحاولون كسرها، لكن بما أن الحدود تخص تصرفاتنا الشخصية، فنحن المسؤولون عنها ونستطيع تنفيذها بفاعلية.

26e9d9a5-873a-444b-a644-998208706ddf

الانسحاب كأداة لتحديد الحدود

الانسحاب من مواقف ضارة هو أحد أشكال وضع الحدود. قد يكون ذلك بمثابة إشارة على أننا لا نستطيع التحكم في تصرفات الآخرين، لكننا نملك القدرة على الانسحاب من الديناميكيات التي تسبب لنا الأذى.

وهذا الأمر يعتمد على استخدام انسحابنا كأداة لحماية أنفسنا بدلًا من الخوف من المواجهة.

الفرق بين الانسحاب بدافع الخوف والانفصال كحدّ صحي

عندما يكون الانسحاب ناتجًا عن خوف من إثارة استياء الآخرين، فإننا نقوم بذلك لتجنب المواجهة وبدافع إرضاء الناس.

أما الانسحاب كحد صحي، فيعتمد على اختيارنا عدم الخوض في مواقف لا نرغب بها.

في بعض الحالات، قد يكون السلوك مؤلمًا لدرجة تدفعنا للخروج من العلاقة نهائيًّا، أو ربما تخفيض درجة القرب من الشخص عبر تقليل التفاعل معه.

وختامًا، يُعتبر وضع الحدود أساسًا ضروريًّا لعلاقات صحية وسليمة. فعدم تحديد هذه الحدود يشبه فتح باب المنزل على مصراعيه، ما يجعله عرضة للاقتحام والسرقة.

لذا، فإن الالتزام بتحديد الحدود يعزز الأمان ويضمن الاحترام المتبادل في العلاقات. 

google-banner
foochia-logo